-أخبرني فقط،من أنتُم؟
-نحنُ ياعزيزي من أدركت الشيخُوخة قلوبنا سريعاً،أصابت أيادِينا الوهن فلم يعُد بإستطاعتنا التلويح لعزيزٍ قد رحل وتبلَّدت جُدران أعمارنا وتبرَّمت من الإذعان لحفر تلك الذكريات عليها.
نحنُ من سئِمنا من جعل نوافذنا وأبوابنا مُواربة لجميع العابرين،أولئك الذين نقدّم لهم حفنة من أعمارِنا على طبق من فضة،ويكرسونه لكل ماهو لِصالحهم،فردمنا جميع الثقوب في صومعتِنا في سبيل الحفاظ على أطلالنا.1
نحنُ من أغلقنا أغلِفة الحكايات التي سئمنا من لعِب دور البطُولة الكاذب فيها وأدركنا أخيراً أننا كنا نستنزف أعمارنا في الوقوف في محطَّة الإنتظار الخاطِئة.
نحن من كرَّسنا حياتنا في تسديد دين الخيارات الآثِمة التي كانت كتلافيف تلتفُّ حول أعناقِنا المعقُوفة.3
نحن التائِهون الذين نقِف عند مُفترق الطرق فلا نعلم أي الطُّرق التي يجب علينا سلكُها.
نحنُ من منحنا مفاتِيح كُنوزنا لكل أولئك الذين لا يستحقُّونها،وقامرنا بأعمارنا مقابل علاقات استنزفت جُلَّ مشاعِرنا.
نحنُ من هاجت علينا أمواجُ الإمتِهان فزُجرنا من سفينة حبُورنا.2
نحن من أشعلنا النَّيران في الجزء الأخضر من أعمارنا،تسلَّلنا خارِج السرب بفضُول،ورسمنا أحلامنا في الهواءِ بغباء؛فقشعت الريحُ أحلامنا إلى سحنةِ الواقع
نحن من ظننا بأننا عندما نغرق سنمُوت،غرِقنا في الفن؛وبسبب هذا الغرق نجونا.3


م