وددت لو أُعانق السُّحب وأطير مع أسرابِ الطيور وأسافر إلى مجرات وكواكب نائية مُنزوية عن سطح الأرض.
وددت لو أغط في نومٍ عميق فوق سطح القمر واتخذُ مضجعي من مجموعاتِ النجوم الوثيرة وأترنَّم بموسيقى رخيمة،عذبة،مُؤتلفة النغمات في أديمِ الليل.2
تمنيت أن أُرافق الصَّباح الكالح فأُشاركه حراسة الأرض وأخوضُ معه محادثات عميقة طويلة حتى أخفف عنه وحشتُه المقيتة،ورغبت أن أُواسي اللَّيل الشاحب الممتقع الذي يجتثُّ الحزن من صُدور الجميع ويضمره في صدره،ويستمر في التخفيف عن أهوالِ يأسهم حتى انحرقت مكامِن الأمان في دواخله وتغيرت دموعه وأصبحت بِلون الغياب.+
تمنيتُ أن أعيش فوق السَّحاب وأن أشجع السماء على أن تنضح وتُسقي الأرض من العطش بعطائِها الفياض،وأن تغسل قُلوبنا وتطهر عُيوبنا من درن أيادينا و تُسقي الورد في قلوبنا حتى ينبت ويكبر وتكبر معه حديقةُ صدورنا.
ولكن هذه المدينة الكئيبة المستبدَّة ذات الناب الأزرق التي لا أزال مسجونةً بها تعلقني في مشجابها اللَّعين وتغرس براثنها في صدري.5
أُريد الطيران بعيداً
بعيداً جدا عن الأشخاص،المُدن،والعالم
أنا أنتمي إلى عالمٍ لا ينتمي إليه أحد ولا يصل إليه أطراف البشر المُوحشة.
أشعر بأني غريبة وسط عالمٍ يملؤه المُتشابهون
غريبة كقمرٍ بين نُجوم
غريبة كحُب بين مجون وكقوس قزح بين غُيوم