صحيحٌ أنك بعيدٌ كل البعد عني،ولكنك ولِسوء الحظ لا تزال حياً في صدري رغم أنني من أقمتُ جنازتك ودفنتك بيديَّ هاتين!
في كل مرة أنظُر للسماء أرى المسافة الفادحة بين النجمة والقمر،وما يُذهلني إنني دائما ما أراهما ينظران لبعضهما،تماماً كما أجد نفسي لا أُفكر إلا بك.
لازلتُ أراك في كل كوب قهوة أشربه،ولا زالت ذكراك تطرق إلى ذهني كشهابٍ يمر بسرعة دون أن نتمكن حتى من تمنّي أُمنية
لازالت صورتك تُداهمني في تلك الأزقة المُتقطعة،الأغاني البائسة والمقاهي المعطُوبة فأشعر وكأن الأيام تعُود بي وأستشعر طيفك الوهمي ثم أتذكر أنه ليس سِوى طيف!
لازلت أستمعُ إلى صوتك الذي بمثابة سيمفونية ذات إيقاع هادئ ومُريح،وكلَّ ما طرق إسمُك إلى مسامعي تلفتُّ بلهفة لعلي أرى وجهك الذي كان سيد أيامِي والرفيق المُفضل لِسعادتي،ثم لا أجده سوى شخصٍ يملكُ ذات الإسم،كم هذا مثير للشفقة.
أنا لم أعد صالحةً للعيش كما كُنت في السابق،نشيج رُوحي لا يتبدد والسهد أصبح رفيقي ونديمي الدائم وظلامُ الليل سكن أسفل عينيَّ على شكل هالاتٍ مخيفة
أنا خانعة للحُزن جدا ،أنا أميرة مخلُوعة من عرش الفرح،ولكنني لا استطيعُ إخراج نفسي من هذه الكبوة
لقد نخر فراقُك صدري بلا هوادة!