ذات يوم جاءت امرأة الي مجلس يتجمع به التجار ويأتون من كل مكان لتسويق بضائعهم والاستراحة في ذلك المكان قليلاً، اشارت المرأة بيدها فقام احد التجار إليها وسألها عما تريد قائلاً : خيراً ان شاء الله، فقالت المرأة : اريد خدمة والذي يخدمني سوف أعطيه عشرين ديناراً، فسألها الرجل عن نوع الخدمة، فقالت : زوجي ذهب الي الجهاد منذ عشر سنوات ولم يعد حتي الآن ولم يأتي عنه أي خبر، فقال الرجل : الله يرجعه بالسلامة ان شاء الله، قالت الزوجة : ولكنني اريد أن يذهب احد معي الي القاضي ويخبره أنه زوجي ثم يطلقني لأنني اريد أن اعيش مثل باقي النساء الاخريات، فقال لها الرجل : سأذهب معك .
وبالفعل انطلقا معاً الي المحكمة وهناك وقفا امام القاضي، فقالت المرأة : ياحضرة القاضي هذا زوجي الغائب عني منذ عشر سنوات والان يريد ان يطلقني، فسأله القاضي إن كان زوجها فأجاب نعم وانه يريد الآن ان يطلقها، فسأل القاضي المرأة إن كانت راضية بالطلاق فقالت نعم يا حضرة القاضي، فقال القاضي : اذن طلقها، قال الرجل : هي طالق، فابتسمت المراة قائلة : ياحضرة القاضي رجل غاب عني عشر سنوات ولم ينفق علي ولم يهتم بي ؛ اريد نفقة عشر سنوات ونفقة الطلاق.
عاتب القاضي الرجل قائلاً : ولماذا تركتها كل هذه المدة دون أن تنفق عليها، احس الرجل بالمشكلة التي أوقع نفسه فيها، وقال في نفسه : لو انكرت الآن لجلدوني وسجنوني أمري إلي الله، وقال للقاضي : كنت مشغولا ولا استطيع الوصول اليها، فحكم عليه القاضي بدفع الفين دينار نقفة للمرأة، ولم يجد الرجل مفراً من الدفع، ثم انصرفوا من المحكمة وأخذت المراة الالفين دينار واعطته عشرين دينار، الرجل اراد فعل يظنه خيرا ولكنه وقع في مشكلة لا يستطيع ان يبوح بشيء والا السياط نزلن بظهره وسمعته بين التجار ايضا تسقط .. الحكمة من القصة : لا تفعل شيئاً لا تعلم عواقبة .