مهمة "تيان-وين-1" الصينية تنجح في الهبوط على المريخ
"تيان-وين-1" هي مهمة العمل المريخية الأكثر كثافة، إذ حملت 13 جهازا علميا قسمت بين القمر الصناعي بالأعلى والمركبة الجوالة بالأسفل.
أعلنت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية الرسمية نجاح المهمة الفضائية "تيان-وين-1" التي انطلقت إلى المريخ في 22 يوليو/تموز من العام الماضي، بشكل كامل بعد أن تمكنت المركبة الخاصة بها من الهبوط بسلام على سطح الكوكب الأحمر، وذلك يجعل الصين أول دولة في العالم تنجح في إنزال مريخي من المحاولة الأولى.
المرة الأولى
ومن المعروف أن المهام الفضائية للمريخ عادة ما تنطلق على مراحل، إذ تبدأ التجارب الأولى حتى تنجح الدولة في تثبيت قمر صناعي (Orbiter) يدور حول الكوكب لدراسته وتحديد أفضل مواضع الهبوط المستقبلية، ويبدأ العمل بعد ذلك على إنزال مركبة ثابتة إلى سطحه (Lander)، ثم مركبة جوالة (Rover).
لكنها المرة الأولى في تاريخ رحلات الفضاء التي تُنفّذ فيها هذه المراحل الثلاث في مهمة واحدة نجحت فيها الصين، ولهذا السبب فإن نجاحها يعني تقدّما كبيرا في التعامل التكنولوجي مع المريخ.
محاكاة لوصول المركبة الصينية إلى أرض المريخ (وسائل التواصل الاجتماعي)
ووصلت المهمة إلى مدارها حول المريخ في شهر فبراير/شباط الماضي، ثم بدأت بدراسة الكوكب وتجهيز المركبة الثابتة للنزول في منطقة تدعى يوتوبيا بلانتيا تقع شمالي الكوكب ضمن أكبر حوض ارتطامي على سطحه، يبلغ عرضه نحو 3300 كيلومتر.
وإنزال المركبة لم يكن بالأمر السهل، واعتمد الفريق المخوّل بإداراتها من إدارة الفضاء الوطنية الصينية على آلية تشبه تلك التي تتبعها وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، إذ تتسلح المركبة بدرع واق يحميها في أثناء النزول خلال الغلاف الجوي.
وبعد ذلك، تستخدم المظلات والصواريخ الدافعة عكسيًا لإبطاء هبوطها إلى أن تبلغ أرض الكوكب، وعقب استقرار المركبة الثابتة تخرج منها مركبة روبوتية صغيرة سميت "زورونغ" (Zhurong).
انطلاق المهمة "تيان-وين-1" يوم 22 يوليو/تمور 2020 (وسائل التواصل الاجتماعي)
مهمة دسمة
ولأنها المحاولة الأولى من نوعها لدى الصين، فإن "تيان-وين-1" تعدّ مهمة العمل المريخية الأكثر كثافة، إذ حملت 13 جهازا علميا قسمت بين القمر الصناعي بالأعلى والمركبة الجوالة بالأسفل.
وترمي هذه المجموعة من الأدوات، في 90 يوما مريخيا هي مدة عملها، إلى إنجاز دراسة شاملة لمناخ الكوكب الأحمر وجيولوجيته وبيئته وغلافه المغناطيسي، في سبيل الإجابة عن السؤال الذي طالما حيَّر الخبراء في هذا النطاق: هل كان المريخ كوكبا قابلا للحياة مثل الأرض يوما ما؟ وإن كان الأمر كذلك، فما الذي حدث له؟
من جانب آخر تهتم المركبة الجوّالة تحديدًا بالبحث عن الجليد القابع تحت سطح الكوكب، في محاولة لبناء أدق الحسابات الممكنة لكمّ الماء الحقيقي في المريخ، وذلك يمكن أن يساعد الصين، وعددا من الدول، في خططها لبناء مستعمرات مريخية ثابتة، في المستقبل البعيد.