زهرة الرمان فصحى وكل عام وانتم بالف خيرالهوامش
طَرِبتُ رِياضُ العَينِ نَشوَةُ مُسعَدِ
ثَمِلتُ وَكانَ السِّكرُ عِزَّ مُخَلَّدِ
سُحِرتُ جَمالاً كالمُصاغِ جَواهِراً
ضَحِكتُ وَمَبغى ماتَمَنّيتُ باليَدِ
وَآفاقُ خَدَّيها مَراتِعُ قُبلتي
وَأجمَلُ عِنّابٍ طريدُ تَصَيُّدي
وَلَم أرعَوي رأيَ الحِجا بِتَمَرُّدٍ
وَأهوى عِناداً والفؤادُ مُعَربِدي
وَلا يُستَساغُ العَيشُ دونَ صَبابَةٍ
وَلاعَيشَ في قلبٍ بغيرِ تَودُّدِ
وَما مُسنِدي الّا كَمَن صَدَقَ الوفا
وَقَلبي مُدانٌ نَبضَهُ بِتَوَرِّدِ
يَنالُ شَتاتُ الروحِ مِنها وِفاقَهٌ
وَنَفسي لَها بِالفَخرِ عِزُّ مٌرَدِّدِ
وَقَد ضاعَ عُمري مِن قُبَيلِ وِصالِها
فَما مُفرِحي ذِكرى وَحُزني مُعَوّدي
وَفَجرٌ بِأنسامِ العَبيرِ سَمِيُّها
وَبَدرٌ خَليلٌ ثَغرُها بتَجَرُّدِ
أمَلُّ غِياباً والحُضورُ تَأَمُّلي
وَكانَ غَياثي بَل وَكانَ تَوَدُّدِي
تَدَلّى بِأكنافي وَجَوفِ حَشاشَتي
فَما عُدتُ إلفٌ حَيرَتي وَتَشَرِّدِي
وَمِنّي اشتِياقٌ فيهِ نَقشُ جَمالِها
وَحَيرى عُيوني أيَّ شَمسٍ لِتَهتَدي
وَغَشَّت لِحاظي غُرَّةٌ بِمَفاتِنٍ
وَمُسدَلُ لَيلٍ شَعرَها وَتَوَسُّدي
على نَغمَةٍ كانَت تُجاهرُ كالصَّبا(1 )
بِأوتارِ عودٍ مِن أُصولِ ( بُرَيمَدِ )(2)
وَصِنعَةُ مَنصورٍ(3 ) بِلَوحَةِ سيسَمٍ(4 )
بِريشَةِ سامي(5 ) والذي فيهِ أقتدي
وَرَنَّةُ صَوتٍ فَرَّقت ليَ أجمُعي
وَحيناً تُلِمُّ الجَمعَ أغدو كَمُفرَدِ
كَأنِّي بِغُصنِ البانِ حينَ تَمايَلَت
أميلُ وَقَلبي ماثِلٌ بٍتَوَدِّدِ
وَما سِحرُها بِالقَلبِ حينَ تَراقَصَت
رَمَقتُ لِأعطافٍ(6) تُزَلزِلُ مَرقَدي
بِرِقَّةِ مَاءٍ إذ يشيبُ بِغَيرةٍ
زُلالٌ تَهاوى مِن سَحابٍ مُلَبَّدِ
رَأَيتُ عُجاباً بَل رَمَقتُ عَجائباً
تُعَزِّزُ ذِهني بِاليقينِ المُمَجَّدِ
كَأَنَّ إلهي بارئُ الشَّهدِ مُطلَقاً
بِصُنعِ خَبيرٍ مِن مَراشِفِ مَقصَدي
وَتَسقي أزاهيرَ الجِنانِ لِحاظُها
وَتُسعِدُ مَحزوناً بِعيشَةِ مُجهَدِ
وَمَنطِقُ يَسمو كَالخَبيرَةِ بِالهوى
وَطِبٌّ إلى مَن كانَ في الجُرحِ سَرمَدي
يُصابُ الذي يَهوى كَمُعظَمِ مَن هوى
جِراحاً.. وَخِلّي مِن جِراحيَ مُنجِدي
وَما مِن مُحِبٍّ كالحنينةِ خلُّهُ
سوى ان يَفُز في سعدِ قَلبٍ مؤَبَّدِ
وَإن كانَ ثُقلي كالجِمالِ ،،فَطائِرٌ
وَلَستُ أُغالي فالمَثيلُ مؤَيِّدي
كَمَن يَرتَوي كَأس الجنونِ فقيدُها
وَمَن يحتوى منها الوِصالَ بسؤدَدِ
عَجِبتُ مِنَ الأحشاءِ كُلٌّ بِخِلقَتي
تُسابِقُ بَعضاً ذِكرَها بِتَهَجُّدِ
وَإنَّ دُموعي لا يَكُفُّ إنسِكابُها
على قُربِها والبُعدُ كانَ مُنَدِّدِي
فَفي قُربِها يَنسابُ دَمعُ سَعادتي
وَفي بُعدِها قَد كانَ دمعُ تَنَكِّدي
__________________
1_الصبا: احد المقامات الموسيقية ذو النغم الجميل
2_بريمد: نوع من ارقى انواع اوتار العود
3_منصور: من كبار صانعي العود في الشرق الاوسط وهو من قضاء الزبير في محافظة البصرة
4_سيسم:من ارقى الالواح الخشبية التي تدخل في صناعة العود
5_سامي: هو الاستاذ سامي النسيم اول من درسني اساسيات العزف على العود في بداية الثمانينيات وهو الان مدير دار العود العراقي وورشة صناعات الالات الموسيقية
6- الاعطاف: ماتحت الرقبة الى الخصر
اسماعيل القريشي
الاربعاء ٢٠٢١/٢/٢٤
يوتيوب اضغط هنا