يستقبل المسلمون فى شتى بقاع الارض عيد الفطر المبارك خلال ساعات، وتبدو طقوسه مُتشابهة في البلاد العربية والإسلامية، مثل صلاة العيد، وتبادل الزيارات العائلية، والرحلات الترفيهية، وتناول كعك العيد، وتقديم كبار العائلة "العيدية"، إلا أن لدى بعض الشعوب والدول عادات تختص بها دون غيرها وفى القلب منها إفريقيا.
السودان... زياره المرضى
يقوم البيت السودانى على قدم وساق بعد منتصف رمضان، استعدادًا لعيد الفطر ،حيث تُعد أصناف الحلوى، وألوان الكعك بكميات كبيرة تكفي الزائرين الذين يتوافدون بعد صلاة العيد التي تؤدى في الساحات قرب المساجد التي يشهدها الجميع، حيث يتبادلون التهاني .
وفى لافتة انسانية يتوافد رجال الحي في كثير من القرى إلى منزل أحد الكبار أو أي مكان متفق عليه، كل يحمل افكاره ثم يخرجون جماعات لزيارة المرضى وكبار السن وكذلك تفعل النساء والاطفال.. يقضون نهار اليوم الأول في الزيارات والتهاني للجيران، قبل أن ينطلق الجميع بعد الغداء في الاحياء الاخرى وتستمر الزيارات طوال الأيام الأولى من شهر شوال، ويحرص كثير من السودانيين المقيمين في المدن على قضاء عطلة العيد في قراهم بين الأهل وتصنع السودانيات بسكويت بالفول السوداني والغريبة واللانكشير والبيتيفور.
ليبيا
تعج الأسواق بالليبيين لأداء صلاة العيد، وترى المصلين بملابسهم العربية الليبية يتدفقون على المساجد مكبرين ومهللين، وعند العودة إلى البيت تقوم النساء بتحضير الـ"الفطيرة" ، ثم تبدأ العائلات في زيارة بعضهم البعض ويحرصون على اصطحاب الأطفال معهم، وهم يتباهون بملابسهم الجديدة.
تونس
تبدأ فرحة العيد في تونس في آخر ثلاث أيام من شهر رمضان ، أما القطاعات الاخرى التي تؤشر على حركية العائلات التونسية في استعدادها لاستقبال يوم العيد فهي المخابز التي تنضج بالحلويات التونسية التقليدية.
ومع فجر عيد الفطر تعج الجوامع بالخلق لأداء صلاة العيد، وبعد ذلك يتوجهون للمقابر للترحم على الأموات، فلكل ولاية طبقها المميز احتفالا بالعيد، لكن نجد أن طبق “الشرمولة” التونسي الشهير هو العامل المشترك، أما بالنسبة للحلويات فتتفن التونسيات في صنع مختلف
أشكال الحلوى مثل “محكوكة” و”رخايمية” و”رفيسة” و”جاوية” و”قطايف” وغيرها.
المغرب
فى صباح العيد يخرج المغاربة إلى أداء صلاة العيد فى المدن والقرى والضواحى، ويتبادلون التحية بحرارة مرددين (عواشركم مباركة) ويكبرون لله، فى حين يسمح لموظفي الدولة بالانصراف عن العمل بمجرد سماعهم للتكبير، ويحرص الشعب المغربي قبل الذهاب الى المصلى لأداء صلاةالعيد على ارتداء أزيائهم التقليدية وبخاصة (الجلباب بالطربوش)و(الجبادور) مع (البلغة الفاسية).
وتقيم العائلات بعد صلاة العيد احتفالات متميزة بطقوس مغربية أصيلة وعادات تاريخية تشكل جزءا من الهوية العربية والاسلامية العريقة، ويتبادل الناس الهدايا فيما بينهم وأنواعا كثيرة من الفطائر والحلويات من بينها(كعب الغزال) و(بريوات) و(المعسلات).
ويسافر المغربيون الذين يقيمون في المدن الكبيرة إلى الريف للاستمتاع بالهواء النقي وممارسة رياضات تتسم بالمرح، وتنشط حركة البيع والشراء في المغرب في اليومين اللذين يسبقان عيد الفطر؛ حتى أن بعض التجار يسمون هذه الفترة "موسم الذهب"، ويقوم بعض الباعة بتحويل تجارتهم الأصلية إلى تجارة الملابس وهناك من يتخذ من المقاهى متاجر لعرض البضائع خلال العيد .
جزر القمر... مصارعة حرة
يرتبط العيد فى جزر القمر بممارسة لعبة المصارعة الحرة، فمع بداية أيام العيد تقام المنافسات بين مصارعين مرشحين من مناطق، ومجموعات، واتحادات مهنية مختلفة، للتنافس على كأس بطل المصارعة على مستوى الجزر الثلاث، وهي: أنجوان، وموهيلي، وجزيرة القمر الكبرى.،وتجذب هذه المنافسات جماهير غفيرة من الرجال والنساء على السواء على مدى أيام العيد الثلاثة.
وتعتبر عادة "إعطاء اليد"، من أشهر العادات المرتبطة بالعيد في جزر القمر حيث يقوم المسلمون بتقديم التحيات والتهاني بالعيد للأقارب والأصدقاء، ويسأل كل قمريا لاخر: هل أعطيت فلانًا اليد؟ بمعنى هل هنأته بالعيد؟.
ويرتبط العيد بجزر القمر بمناسبات اجتماعية، حيث تقام فيه حفلات الزواج والخطبة، كما أن أول من يبدأ القمريون بزيارته في أيام العيد هم أهل الزوجة، والمشايخ، فالوالدان. ويسمح أرباب الأسر القمرية لبناتهم بالخروج في العيد على غير العادة في أيام السنة كلها، حيث لا يُسمح للبنت غير المتزوجة بالخروج من بيت أبيها إلا في العيد وللزواج.
ومن أكلات العيد في جزر القمر "بوتراد"، وهي عبارة عن أرز ولبن مع لحم مفروم.
موزمبيق... سباق المصافحة في العيد:
من العادات الشائعة في العيد في موزمبيق أنه بعد أداء صلاة العيد يتسابق المسلمون على التصافح مع بعضهم بعضًا، حيث يعدون أن أول من يبدأ بمصافحة الآخر هو الفائز بخير العيد كله وهذا تقليد يتماشى مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"
الصومال... حق العيد
تستقبل فى جمهورية الصومال الديمقراطية العيد بإطلاق النار مثلما يتم اطلاق النار مع قدوم رمضان، وتستعد الاسر الصومالية بشراء ملابس جديدة للاطفال وفي صباح يوم العيد وبعد الانتهاء من الصلاة تبدأ الزيارات وتقديم التهاني للاسر وغالباً ما يتم ذبح العجول أيام العيد وتوزيع اللحوم على الاقارب والفقراء.
نيجيريا... مواكب الامراء والسلاطين
"الله أكبر كبيراً والحمد الله كثيراً "،تكبيرات ينطق بها النيجيريون على اختلاف لهجاتهم في صلاة عيد الفطر التي يؤدونها وسط الأدغال، وهم يرتدون الأزياء الموحدة ومعهم أطفالهم ونساؤهم حيث يسود اتجاه بين الجماعات المهنية والتعاونية بتفصيل ملابس جديدة وموحدة الأشكال في الأعياد.ويحرص مسلمو نيجيريا على الصلاة خارج المساجد، فى مناخ مميز عن أدائها في المساجد.
ومن بين المظاهر المميزة لعيد الفطر في نيجيريا مواكب الأمراء والسلاطين التي ينتظرها الشعب النيجيري المسلم وغير المسلم؛ حيث يقفون على جنبات الطريق لمشاهدة تلك المواكب الرائعة لأمير المدينة، والتي تضم لفيفًا من وزرائه وأعوانه، كما تضم أيضًا فرقة من الفنانين الذين يقومون بتسلية الأمير في طريقه إلى المسجد بأنواع من التواشيح والمواويل الشعبية.
أما الأكلات الشعبية التي يحرص النيجيريون ويقدمونها للضيوف أيام العيد، فمنها "أمالا" و"إيبا"، وكل منهما أكلة دسمة ولذيذة .
أثيوبيا.... والموفو
ولعلّ المظهر المميز للعيد في أثيوبيا عن غيرها من البلاد الإفريقية والإسلامية الأخرى هو توفير سيارات ملاكى وأجرة لنقل المصلين إلى أماكن الصلاة مجانًا في جميع أرجاء البلاد،حيث تقام صلاة عيد الفطر في الميادين المفتوحة بأثيوبيا.
ومن أشهر الأكلات الخاصة بالعيد لدى مسلمي أثيوبيا "الموفو" التي يفضّلها أهل القرى والأرياف، كما أن للعيد مشروبًا شعبياً هو "أباشي"،ويحرص المسلمون على تخصيص عيد الفطر بذبيحة على غرار عيد الأضحى.