تمر الأحداث ببطء لا مبرر له، ويظل الأبطال في أول 10 حلقات يدورون في فلك الجريمة الواقع لبطلة العمل، لنكتشف في النهاية مدى سطحية هذا الحادث.
أخفقت نيللي كريم في استغلال نجاح مسلسل "بـ 100 وش" ولم تقدم الأداء المتوقع في "ضد الكسر" (مواقع التواصل)
حين يحمل عمل فني اسمين مثل نيللي كريم ومحمد فراج، يصبح من المتوقع مشاهدة عمل فني على مستوى جيد على الأقل، ولكن للأسف فإن مسلسلهما الجديد المعروض في رمضان الجاري والذي يحمل اسم "ضد الكسر" يضرب بعرض الحائط هذا التوقع.
أحداث بطيئة بلا حبكة درامية
المسلسل من إخراج أحمد خالد، قصة عمرو الدالي، وورشة كتابة جماعية. ورغم أن ورش الكتابة أثمرت عدة مسلسلات ناجحة الموسم الحالي والمواسم السابقة أيضا، ورغم أن الدالي قدم أعمالا متميزة من قبل مثل مسلسل "الرحلة" عام 2018 مع باسل خياط وريهام عبد الغفور، ومسلسل "بـ 100 وش" العام الماضي مع نيللي كريم وآسر ياسين، والذي حقق نجاحا مبهرا، فإنه يبدو أن لا شيء يضمن أن يكون العمل جيدا، لا وجود ممثلين مشهورين ولا عوامل النجاح "المفترضة" الأخرى.
يدور المسلسل حول "سلمى" نجمة مواقع التواصل الاجتماعي التي تتعرض لحادث يدخلها في غيبوبة لعدة أيام، وأثناء التحقيق تكتشف الشرطة العديد من العلاقات والخيانات المحيطة بسلمى، والتي تعلمها بدورها عندما تفيق من الغيبوبة، وتتعامل مع توابع هذه الاكتشافات.
تمر الأحداث ببطء لا مبرر له، ويظل الأبطال في أول 10 حلقات يدورون في فلك الجريمة/ الحادث الواقع لبطلة العمل، لنكتشف في النهاية مدى سطحية هذا الحادث وافتعاله لمجرد كشف مجموعة الخيانات الدائرة حولها.
وعلى مدار باقي الحلقات يردد أبطال العمل نفس الجمل الحوارية بدون تجديد.
أداء باهت
أزمة "ضد الكسر" لم تقف عند الكتابة فحسب، فطاقم الممثلين بأكمله رغم قوته قدموا أداء باهتا إلى حد كبير، حيث لم يستطع المشاهدون التأثر بأي من الشخصيات، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة عند مقارنة أداء فراج في "ضد الكسر" مقارنة بأدائه في مسلسل "لعبة نيوتن" الذي يعرض في نفس التوقيت.
لكن توجد 3 نقاط مضيئة في المسلسل لا يمكن إغفالها، وهم الممثل حمزة العيلي الذي استطاع التعبير بوجهه عن مشاعره بدون افتعال، وتارا عماد التي استطاعت تمثيل الكراهية المغلفة بالطيبة والرقة، وأخيرا الوجه الجديد رغدة جلال والتي لفتت الأنظار في دورها كخادمة بالمنزل بالرغم من بساطة الدور.
تكنيك في غير محله
استخدم المسلسل أسلوبا غير متداول في الدراما المصرية وهو "أفان تتر" (Avant-titre) وهي المشاهد التي تسبق التتر، والتي غالبا ما تستخدم لتعزيز قصة العمل، أو للتشويق أو حتى لعرض مشهد "فلاش باك" تمهيدا لما سيحدث في الحلقة.
ولكن في هذا العمل استخدم صناعه "أفان تتر" بدون داع، فهو لم يخدم العمل، ولم يضف عامل التشويق والإثارة، بل وأحيانا كان مجرد تكرار لمشاهد عرضت بالفعل، ولا يوجد أي داع درامي لتكرارها أو لتذكير المشاهد بها.
أما بخصوص التتر نفسه ففيه تغني كارول سماحة أغنية تحمل اسم "اللي خان" من كلمات محمد العدل وألحان أحمد العدل، ولم يخرج المشاهدون منها سوى بجملة "يخرب بيت اللي خان" ووصفوه بأنه نسخة مكررة من أغنية تتر مسلسل سابق وهو "لأعلى سعر" والذي غنته نوال الزغبي باسم "ملعون أبو الناس العزاز".
وبالحديث عن مسلسل "لأعلى سعر" فهناك الكثير من التشابهات بين المسلسلين، ابتداء من بطلة العمل نيللي كريم، ومرورا بالأحداث والخطوط العريضة للمسلسل، حيث تتعرض البطلة للخيانة من الجميع سواء زوجها أو صديقتها أو أسرتها، ولكن في المسلسل الحالي لا يوجد حتى عامل التشويق التقليدي الذي يميز مسلسلات الخيانة، ولا أحداث تدفع المشاهد لإكمال الحلقات لمعرفة ما سينتهي إليه الأمر.