خُذ من عيونِ الشمسِ وجهاً آخَرا
وٱرسم عليه مـآذِنـاً ومَنـابِرا
وارسل رؤى ملكوتِ روحِ ٍ تاقها
شوقٌ تعلّق في سماءها ماطِرا
وٱنثر جمالك في الفضاءِ كواكباً
لأراهُ ما بين النجومِ تناثَرا
دعني أرى الشُهُبَ العظيمةَ تستقي
من رَحبَتيكَ زبـرجَداً وجواهِـرا
قِف بي على الجوزاءِ ، إقلع بُرجَها
وٱصنعهُ لي نحو البروجِ مَعابِرا
وٱزجي سحابكَ ،غيمةً ما أمطرت
إلاّ وألبَسَتِ القريضَ مَـآثِرا
إنفخ بأفئدةِ الرمالِ نَوابِضاً
لتَبدِّلَ الصحراءَ لوناً أخضَرا
وعلى جبين الضوءِ ٱرسم لوحةً
تَهَبُ الجمادَ نوابضاً ومشاعِـرا
ضع مُقلتيكَ على ضلوعِ قصيدتي
فلقد وضعتُ لكَ الجمالَ محاجِرا
ولقد مَلأتُ لكَ الخيالَ شَوارداً
في كلُّ مَعنىً قد تجسّد شاعِرا
فجِّر من الصخرِ العقيم جداولاً
إني أراك على العجائب ِقـادِرا
ياوحيَ شعريَ ، يا إمامَ قريحتي
إنزل عليَّ صحائفاً ومَفاخِرا
الآنَ تأتيني بِكُلِّك راكعاً
مازلتُ في أنفاسِ روحكِ آمِرا
الآن َ كُن عندي فَتِلك مَشيئَتي
إهبط إليَّ وكُن ذليلاً صاغِرا
فاليومُ يومٌ للحُفـاةِ مُخلَّدٌ
بُعِثَ النبيُّ على الضلالة ِ ثائِرا
اليومُ يومُ اللهِ يومُ مُحمَّدٍ
فليحضنِ التاريخُ بحراً زاخِرا
بُعثَ النبيُ إلى الخلائِقِ رحمةً
ومُبشِّـراً للعـالمين ونــاذرا
بُعِث المُتمّمُ للمكارمِ مُرسَلاً
كُن في علاهُ مؤيداً ومُناصِرا
هُزِمت خفافيشُ الظلام بغيِّهـا
فالنور جيشٌ في حَراء ِ مُجاهرا
والجاهلية ُ حُطِّمت أصنامُها
والحق ُمن قيدِ التمادي تحرّرا
د.أحمد حسين النجفي
الحاج أحمد حسين النجفي