الآية الكريمة

جاء القرآن الكريم، حاملاً للكثير من الصور البلاغية العظيمة والتعبيرات الجمالية الجديرة بالتوقف، فجاء كـ آية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته، رسالة الهدى على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، هدى للناس وبيانات من الهدى والفرقان، وقادر على جذب أسماعهم وأبصارهم، وأسر قلوبهم.

والقرآن حافل بالعديد من الآيات نزلت بلغة جميلة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى، بالإضافة لزيادة فى المعنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46)



الدعوة إلى الله وتبليغ الناس عنه ولو آية، وكأنهم الإنسان ينير العالم كله، وكأنه يوزع ضياء وأنوار ينير بها قلوب المؤمنين، طريق الله نور، وحب الله نور، ومن وصف الله الدعوة إليه بالسراج المنير.

واستنادا إلى تفسير القرطبى: (وداعيا إلى الله) الدعاء إلى الله هو تبليغ التوحيد والأخذ به، ومكافحة الكفرة، بإذنه هنا معناه: بأمره إياك، وتقديره ذلك فى وقته وأوانه، (وسراجا منيرا) هنا استعارة للنور الذى يتضمنه شرعه. وقيل: وسراجا أى هاديا من ظلم الضلالة، وأنت كالمصباح المضيء. ووصفه بالإنارة لأن من السرج ما لا يضيء، إذا قل سليطه ودقت فتيلته. وفى كلام بعضهم: ثلاثة تضنى: رسول بطيء، وسراج لا يضيء، ومائدة ينتظر لها من يجىء. وسئل بعضهم عن الموحشين فقال: ظلام ساتر وسراج فاتر، وأسند النحاس قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الرازى قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدى قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربى عن شيبان النحوى قال حدثنا قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ومعاذا فقال: انطلقا فبشرا ولا تعسرا فإنه قد نزل على الليلة آية يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا - من النار - وداعيا إلى الله - قال - شهادة أن لا إله إلا الله - بإذنه - بأمره - وسراجا منيرا - قال - بالقرآن. وقال الزجاج: وسراجا أى وذا سراج منير، أى كتاب نير. وأجاز أيضا أن يكون بمعنى: وتاليا كتاب الله