( لا غرابة .. )
حينَ يموتُ الحرف بين أحضانِ الكتابة
صوتهُ نعشٌ عديمُ الإستجابة
لا غرابة ..
قمةُ التدويرِ قالت: عصرنا عصرُ الذُبابة
لا غرابة ..
إن تعرى كلَ وجهٍ وتمادى في خطابه
تاجرُ الدينِ وأرخى وأباحَ في صبابة
للعيونِ الناعساتِ على أسراتِ الدُعابة
قمة التدويرِ قالت: عصرنا عصرُ الذُبابة
لا غرابة ..
حين يغدو النفطُ لغةً مُستجابة
والخُبز حُلماً شاخَ في أوجِ شبابه
حينَ يُسلبُ كلَ حقٍ من نِصابه
ويُهانُ حُرُّ بينما نذلٌ تُعليهِ الربابة
لا غرابة ..
قمةُ التدويرِ قالت: عصرنا عصرُ الذُبابة
لا غرابةَ .. لا غرابة
نحنُ في زمنِ التعجُبِ والعُجابة
الجُنُ مِنَّا صارَ يهربُ وسط غابة
إبليسُ يدرسُ حِقدنا ثمَّ يشرعُ بالكتابة
الطينُ مرغَ طينهُ حتى تشبعَ من خِضابهْ
لا غرابة ..
قمةُ التدويرِ قالت: عصرنا عصرُ الذُبابة
لا غرابة ..
إن جاعَ في وطني مُقَلُ الخيامِ والغلابة
وصاحَ طفلٌ واستصرختْ مُدناً عذابه
إن ناحتِ الأشجار وتكاسرَ الزمن وشابه
الموتُ مهووساً يراهُ وسالَ للصدرِ لُعابه
لا غرابة ..
قمةُ التدويرِ قالت: عصرنا عصرُ الذُبابة
د. هزار محمود العاطفي