رعب عالمي من اقتراب كويكب سيار من الأرض ..2012DA14"" سيمر أقرب من مدار الأقمار الصناعية
في يوم الخامس عشر من فبراير الجاري، ينتظر سكان كوكب الأرض ظاهرة كونيه جديدة، تلقي بظلال الخوف علي البعض مثلما أعلن مرصد "OAM" الإسباني يوم 23 فبراير من العام الماضي، حين يخترق كويكب يدعي 2012DA14"" مجال الأرض علي مسافة 27520 كيلومترا، وهي المسافة الأقرب علي الإطلاق التي سيقترب فيها كويكب في مثل هذا الحجم من كوكب الأرض منذ أن بدأ العلماء رصد حركه الكواكب الصغيرة قبل خمسة عشر عاما، حيث تعد المسافة أقرب بكثير إلي الأرض من الأقمار الصناعية الخاصة ببث التلفزيون.
وكالة ناسا للفضاء قامت يوم الخميس بطمأنة الجميع حيث أكد الباحثين فيها أنه علي الرغم من الاقتراب الشديد الذي سيمر به الكويكب من جانب الأرض إلي أنه لا توجد أيه احتمالات لحدوث تصادم مع الأرض، وقامت بإزالة الكويكب من جدول ترقب المخاطر في نفس اليوم الذي يسبق وصولة إلي الأرض بثمانية أيام فقط، وهو ما يعني أنه لا يوجد مخاطر وفقا لأبحاثهم وحساباتهم خلال المائة عام القادمة.
الكويكب يعادل في حجمه أحواض السباحة الأوليمبية، و يبلغ قطرة 46 مترا، وتقدر كتلته بحوالي 130 ألف طن متري، ومن المتوقع أن يصل الكويكب إلي مداه الأقرب من الأرض في تمام الساعة 24.2 بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية حيث سيكون في انتظاره خبراء الفلك الالمحترفون والهواة ومعهم تلسكوبات ومناظير لإلقاء نظرة علي الكويكب الذي سيمر بسرعة 13 كيلو مترا في الثانية.
الكويكب الصغير من المنتظر أن يقترب من الأرض مرة أخري عام 2020 وعلي الرغم من أن العلماء يؤكدون أنه لن يمثل مخاطر علينا خلال اقترابه في المرتين إلي أنهم مازالوا يصرون علي تتبعه لأن المدار الخاص بالكويكب مازال غير معروف بشكل كامل وفقا لما نقلة موقع ""earthsky.org.
ومن جانبه صرح دون يومانس رئيس برنامج تتبع الكويكبات في ناسا خلال مؤتمر صحفي تليفوني نقل جزء منه موقع "space.com" أن الكويكب سيمر بهدوء بين أقمار ال GPS وأقمار الاتصالات والمناخ، مشددا علي أنه من غير المحتمل أن يتأثر أي منهم بمروره.
وأضاف يومانس أن اقتراب 2012 DA14 هو رقما قياسيا في الاقتراب، منوها الي أن كويكب بمثل هذا الحجم من المتوقع أن يقترب من الأرض بهذه المسافة مرة واحدة كل 40 عاما، وأن احتماليه حدوث تصادم مع الأرض هي مرة واحدة كل 1200 عام.
وتابع يومانس أنهم قاموا بتحديد مسار مرور الكويكب بجانب الأرض بدقة مؤكدا علي أنه لا توجد أيه احتمالات ليتأثر الكوكب بمرور 2012 DA14 مشيرا إلي أن المسافة الأقرب التي يمكن أن يصل فيها الكوكب إلي سطح الأرض هي 17,100 ميل.
2012 DA14 هو في نفس حجم الكويكب الذي أنفجر في سيبيريا عام 1908 والمعروف بحدث "تونجوسكا".
ومن جانبه صرح ليندلي جونسون أحد علماء ناسا أن اقتراب الكويكب من الأرض للمرة الأولي بهذا الشكل سيكون فرصة فريدة للعلماء لدراسة الصخور الفضائية التي تطوف نظامنا الشمسي، مؤكدا أن هذا لا يعني أن ملاحظة الكويكب ستكون مهمة سهلة.
علي الرغم من الاقتراب الشديد للكويكب إلي أنه لن يكون مرئي بالعين المجردة وستحتاج رؤيته إلي تلسكوبات المتخصصين، فيما ستكون أفضل الأماكن لمشاهدته عبر هذه التلسكوبات في إندونيسيا، وأوروبا الشرقية، وآسيا، وأستراليا.
مرور الكويكب وفقا للتقديرات الحالية لن تكون ملحوظة بالنسبة للمواطنين العاديين وسيمر اليوم كأي يوم آخر عليهم ولكن وبالنسبة لمن سيريدون مشاهدة الكويكب دون امتلاك معدات المحترفين، فهناك عدد من المواقع المتخصصة في مجال الفضاء واللتي أعلنت أنها ستقدم بث حي مصور بالفيديو لمرور الكويكب مثل موقع " events.slooh.com" ورابط " http://www.ustream.tv/channel/clay-center-observatory".
الجدير بالذكر أن اكتشاف 2012 DA14 للمرة الأولي من قبل علماء مرصد "OAM" الإسباني يوم 23 فبراير من العام الماضي جاء عقب سبعه أيام من اختراقه مسافة 2,600,000 كيلو متر عن الأرض وفقا لما جاء في المعلومات عن الكويكب علي موسوعة ويكيبيديا الحرة، وشكل وقتها مخاطر قدرت بحوالي 0.033% لأن يؤثر في الأرض خلال المدة من 2026 و 2069، وهو ما جعل ناسا تضعه علي جدول ترقب المخاطر، قبل أن تعلن مؤخرا أنه لا توجد مخاطر من الكويكب خلال المائة عام المقبلة علي الأقل.