إلى مَن تَملك النَبَضات
في مكنون ِ أورِدَتي
وفي دَمـّي
إلى مَن شارَكَت ألَمي
إلى مَن ألقَتِ الأنفاسَ في قلمي
إلى مَن قلبُها بابُ السموات ِ
إلى مَن في عوالِمِ روحِها
حَمَلَت مُعاناتي
إلى مَلَكوتِ سيّدَتي ومَولاتي
إلى قيثارَة ِ النَغَم ِ
وسمفونيَة ِ الكَرَم ِ
إلى مَن لايُفارقُ إسمُها لِفَمي
إلى نَبَضي وأنفاسي
إلى جِبريل ِ إحساسي
أهدي نصوصَ أوجاعي
وقافِيَتي
وأضرِحَتي
إلى مَن شاطَرَت هَمّي
إلى رتحلة الصدق و الصفاء
و العشق و الوفاء
إلى أُمـّي ......
راحلةُ أمي إلى السماء
أمّاه ُ ياتَرتيلَةَ الصباح
إنشودة التَقديسِ والحَجيج ..
إن هَمهَمَت شِفاهُها بنغمةِ الرَجاء
أظِلـّةُ العَرشِ تستقبِلُ الدُعاء
فيَنزِلُ الغَيثُ على يَدَيها
ويسجِدُ الخَيرُ براحَتَيها
قَريبة ُ أُمّي منَ السماء
أزورُ عَرشَ الله ِ إن أزورها
فتَهطِل ُ النِعمَة ُ من سرورِها
ويكتَسي جَبينُها بالنورِ والبهاء
أماهُ يا نورَسة ً تعشَقُها البِحار
ياكعبة َ الحُبِ الّتي
يطوفُها الصغار ُ والكِبار
عيونُها مَدائِن ٌ تسكنُها بغداد
جفونُها الحزنُ الّذي
يَتَّشِحُ السَواد
بَوّابَة ُ المُراد
مقلتُها ذُكاء
مَليكةُ القلوبِ أميرةُ الوَجَع
لاتعرِفُ الجَزَع
سيّدَةُ البُكاء
دموعُها الياقوت ُ
واللؤلؤ والمرجان
حليفة الهموم ِ والدموع ِ والسَهَر
تُنَوّمُ النجوم
يغفو على جبينِها القَمَر
يحرسُها الضياء
وكُلّه ُ إنحناء
بالأمسِ كنتُ عِندها
بكيت ُ عِندَ قَبرِها
سألتُه ُ :
ياقَبرَ أُمّي يانَديمَ الروح
يامدينةَ الجروح
يافؤادي َ المذبوح
قد كنتُ قبلَ حِين
أزورها وفي الضلوعِ
جمرةُ الحنين ..
أسمَع ُ مِن رُفاتِها الأنين !!
قد جئت ُ من مَنفايَ
بالعويل ِ والبُكاء
فأينها ؟؟؟؟!!!!
ألَم تَكُن تَنتَظِرُ اللِقاء ؟؟
أجابَني وعَينُهُ مآتِمُ العزاء
كانت هُنا ...
ها.... هاهُنا !!!
وفي يَدَيها وردةُ بيضاء....
تنتظرُ اللقاء ..
لكنّها عادت إلى السماء
راحِلة ٌ أمّي إلى السماء
.....
د.أحمد حسين محمد علي(أبوعلي النجفي)