لا شك في أن المساجد تحظى باهتمام واسع عند المسلمين خلال شهر رمضان، حيث تشهد أداء العبادات وسط أجواء إيمانية وروحية خاصة.
قبة جامع السلطان قابوس الأكبر في عمان
وفي سلطنة عمان، يعد جامع السلطان قابوس الأكبر هو أكبر المساجد التي أمر السلطان الراحل قابوس بن سعيد ببنائها عام 1992، ويقع على مقربة من الطريق المؤدي إلى قلب العاصمة مسقط، وفقاً لموقع وزارة السياحة العمانية.
جامع السلطان قابوس الأكبر في عمان
ورغم أن دور جامع السلطان قابوس الأكبر يتمثل في كونه مركزاً للعبادة، إلا أنه يعد بمثابة معلم سياحي بارز لما يحتويه من الفنون المعمارية والجداريات المزخرفة.
وقد توافد الكثير من زعماء العالم من ملوك وأمراء ورؤساء لزيارة الجامع الشهير.
تقف مئذنة الجامع شامخةً على ارتفاع 91 متراً
وعلى مساحة تقدر بـ 416 ألف متر مربع، شُيد الجامع على أرضية متسعة ومرتفعة عن سطح الموقع بمقدار 1,8 متر، وهو يعد النهج العماني السائد في رفع عمارة المساجد التقليدية القائمة في أحياء وقرى المدن القديمة عن مستوى العمارة السكنية أو العامة.
المصلى الرئيسي داخل جامع السلطان قابوس الأكبر
ويضم المصلى الرئيسي، الذي يتسع لأكثر من 6500 مصل، شكلاً مربعاً بقبته المركزية، بارتفاع 50 متراً مزينة بالفسيفساء، وتتدلى منها ثريا تعد الأضخم بعد ثريا جامع الشيخ زايد في أبوظبي، إذ ترتفع 14 متراً، وبقطر 8 أمتار وتزن 8 أطنان ويوجد بها 1122 شمعة.
وتبلغ السعة الإجمالية لجامع السلطان قابوس الأكبر 20،000 مصل، منهم 750 مصلية في مصلى النساء. ويجب على الزوار ارتداء الملابس المناسبة خلال الزيارة.
تشكل القبة المركزية مع المئذنة الرئيسية المنظور المميز للجامع
وتبدو الأروقة بمثابة سور أمين حول عمارة الجامع، إلا أنها تختتم بالمآذن الخمس التي ترسم حدود الموقع، وتجتمع المآذن لترمز إلى أركان الإسلام الخمسة.
تتدلى من قبة المصلى الرئيسي ثريا تعد الأضخم بعد ثريا جامع الشيخ زايد في أبوظبي، إذ ترتفع 14 مترا، وبقطر 8 أمتار وتزن 8 أطنان ويوجد بها 1122 شمعة
وتشكل جدران الرواق الجنوبي للجامع ساتراً مرئياً يضم مجموعة من مرافق الجامع، ومنها المكتبة التي تحتوي على 20 ألف مجلد مرجعي في شتى العلوم والثقافة الإسلامية والإنسانية، بالإضافة إلى معهد للعلوم الإسلامية، وقاعة للاجتماعات والندوات تتسع لـ300 شخص.
وتكتسي جدران قاعة المصلى الرئيسية بكاملها من الداخل بالرخام الأبيض والرمادي الغامق، وتحوي جداريات مشغولة بزخارف مورقة بنمط هندسي.
وقد نقش على الأبواب زخارف إسلامية تعلوها آيات قرآنية بخط الثلث فيما يحتوي بعضها على مشربيات مبطنة بألواح الزجاج الملون، لتؤكد على تواصل ووحدة المكان المخصص للصلاة.
وغُطيت أرضية بلاط المصلى بقطعة واحدة من السجاد العجمي والتي تغطى مساحة 4،200 متر مربع، وهي مؤلفة من بها 1,700,000,000 عقدة، ويبلغ وزنها 21 طناً، وقد أنتجت في أربع سنوات، واستخدم في نسجها 28 لوناً بدرجات متنوعة تم صناعة غالبيتها من الأصباغ النباتية أو الطبيعية.
ويرى المصور العماني حسين البحراني المهتم بالتصوير المعماري، وخاصة المساجد والجوامع داخل سلطنة عمان أو خارجها، أن جامع السلطان قابوس الأكبر يعد من أجمل الجوامع الموجودة في السلطنة.
ويقول البحراني في مقابلة مع CNN بالعربية إن جامع السلطان قابوس الأكبر يُعد من أهم المعالم الدينية والسياحية في مسقط، إذ يتميز تصميم الجامع باحتوائه على مختلف الفنون المعمارية والجداريات.
ويعتقد البحراني أن الجامع يعد بمثابة إضافة حقيقية للتراث المعماري الإسلامي.
ومن وجهة نظر البحراني، يتسم تصميم الجامع بالزخارف الهندسية الإسلامية وأقواس الأروقة، والحدائق الواسعة، والنوافير المائية، وشموخ المئذنة، وكذلك تنوع المناظر، وإبراز أصالة العمارة الإسلامية بعراقتها وحداثتها.
ويقول البحراني: "تجد في كل ركن عمل فني متكامل بداية من حديقة الجامع إلى اصغر ركن موجود.. وكذلك الاهتمام المتواصل من قبل الحكومة لهذا الصرح الرائع يجعله مختلف ومميز وواجهة سياحية دينية وحضارية".
وخلال أشهر رمضان الماضية، يتذكر البحراني أن الجامع لم يخل من المصلين، وكذلك الزوار لأغراض مختلفة.
ويضيف أن وقت الإفطار الجماعي كان يُعد من أحد أجمل الأوقات لزيارة الجامع في شهر رمضان، حيث توجد مائدة إفطار كبيرة، ومئات المصلين في الساحة الكبيرة الخارجية.