في كل ركن من أركان هذا القصر التاريخي، تجد حكايات عن تاريخ مصر في عصر الأسرة العلوية. ويُعد قصر القبة أحد أهم القصور الملكية في عصر الأسرة العلوية التي حكمت مصر، وقد بُني عام 1867 في عهد الخديوي إسماعيل، خامس حكام مصر من الأسرة العلوية، على أطلال منزل والده إبراهيم باشا، وفقاً للموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية في مصر.


شيد قصر القبة مجموعةٌ من المهندسين المصريين والأتراك والفرنسيين والإيطاليين على مراحل مختلفة حتى اكتملت عملية بنائه وأصبح على وضعه الحالي.
وقد استغرق بناء قصر القبة، والذي يُعد من أكبر القصور الملكية التاريخية، فترة 6 أعوام، واكتمل أواخر عام 1872.
وارتبط قصر القبة بحفلات الزفاف والأفراح الأسطورية للعائلة الملكية في مصر، إذ افتتح رسميّاً بتاريخ يناير/ كانون الثاني من عام 1873، في حفل زفاف الأمير محمد توفيق، ولي عهد الخديوي إسماعيل.



تضم حدائق قصر القبة مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات يرجع بعضها إلى عصر إنشاء القصر في عهد الخديوى إسماعيل.
وشهد القصر العديد من حفلات الزفاف الخاصة بأمراء وملوك الأسرة العلوية، ومنها زواج الملك فاروق من الملكة فريدة في يناير/ كانون الثاني عام 1938.
وأُطلق عليه اسم قصر "القبة" نسبةً إلى مبنى قديم من عصر المماليك يُعرف بمبنى "القبة"، حيث أحاطت به بحيرة مائية كانت مقصداً لكثير من أبناء العائلات الكبيرة والطبقة الراقية وقتها للصيد والتنزه.



داخل قصر القبة
وتضم حدائق القصر مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات ترجع إلى عهد الخديوي "إسماعيل".
وبعد قيام ثورة يوليو/ تموز عام 1952 ضد الحكم الملكي، أصبح قصر القبة واحداً من القصور الرئاسية المهمة في مصر لاستقبال الوفود والرؤساء من جميع أنحاء العالم.



يتميز قصر القبة بمقتنياته النادرة من قطع الأثاث الفرنسي على طراز لويس السادس عشر، وكذلك مجموعة نادرة من اللوحات الزيتية لأشهر وأكبر الرسامين العالميين في تلك الفترة.
وقد وثقت عدسة المصور المصري محمد عبد اللطيف أرجاء قصر القبة خلال زيارة خاصة.
ويوضح عبد اللطيف أن زيارة إحدى القصور الملكية أو الرئاسية تعد تجربة فريدة من نوعها بالنسبة إلى أي مصور يحالفه الحظ في الدخول لتوثيق العمارة، والأثاث، والمقتنيات الملكية والرئاسية مع اختلاف الملوك والرؤساء الذين سكنوا هذا القصر.




ويؤكد عبد اللطيف أنه من الصعب لأي شخص عادي أن يتمتع بمشاهدة جمال قصر القبة، إذ أنه من غير مسموح الزيارة منذ عملية إنشائه.
ويصف عبد اللطيف شعوره بالفخر لزيارة هذ القصر الذي يُعد بمثابة مقر لحكم مصر ويحمل التاريخ الذي تركه ملوك ورؤساء مصر، مضيفاً: "جعلتني هذه الزيارة أتأكد أن مصر دائماً ولادة بالتاريخ وأن تريخنا لا ينتهي وممتد دائماً وأبداً"، على حد تعبيره.



يبلغ عدد غرف وقاعات القصر قرابة 400 غرفة وقاعة.
ويشرح عبد اللطيف أن الزيارة الخاصة، التي راعت كافة الإحراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، شملت جزءاً تجريبياً وليس القصر بأكمله.
ويقول :"تم استخدام الجزء السفلي من القصر، حيث نقلت بعض المقتنيات والتماثيل ووضعت بطريقة تواكب الحقيقة التي كانت عليها تلك الأغراض".




ويشير عبد اللطيف إلى أن هناك مسار يتيح للزوار رؤية بعض مقتنيات القصر بطريقة معينة تناسب العرض المتحفي، تمهيداً لافتتاح جميع الغرف داخل القصر.
وتضم القاعة الأولى الوثائق الملكية والرئاسية وبعض التماثيل للملوك، والقاعة الثانية تضم المقتنيات والهداية والقاعة الثالثة تحتوي على آلة البيانو وبعض اللوحات.




أما باقي القاعات فهي عبارة عن غرف خاصة للمكتب، وغرف النوم، والحمام.
ويضيف عبد اللطيف: "عندما يفتح هذا القصر أبوابه بالكامل للزيارة، سيري العالم أن مصر مازالت وستظل ولادة للتاريخ".