مشاركتي في مسابقة القصة القصيرة
كنّا مجموعة من الشباب والشابّات، متقاربين بالعمر ومتوافقين في التفكير...
دعانا احد أفراد مجموعتنا يوماً لحضور حفلة زفافه،
جلسنا في قاعة الحفل حيث الطرب والموسيقى.
كنت اجلس حينها مع ستة من اصدقائي حول إحدى الطاولات. كان صديقي عادل يجلس إلى جانبي فأشار بيده إلى الطاولة. التي يجلس عندها سعد وقال:
تدري؟ هيام تحب سعد
اجبته متسائلاً: شلون عرفت؟
قال: سعاد حجتلي..
قلت: سعد يعرف؟
قال: انته تعرف سعد ما يسوّي شي لأنه خجول.
التفتّ إلى من معي على الطاولة وقلت لهم : شنو رأيكم نخلي سعد يفكر ب هيام.. بلكد تفك الجبسه
ويخطبها؟
قالوا : احنا موافقين ماطول بيها خير لصديقنا سعد.
شرحت لهم الخطة وتم تطبيقها بدقة، وبالفعل وبعد مرور اسبوعين تقدّم سعد لخطبة هيام، فرحنا لهم جميعا، مرّت ثلاثة أشهر وبعدها أقاموا حفلة زفاف رائعة، حضرناها جميعاً.
بعد ذلك رزقهما الله بطفلة جميلة.
ماهي إلّا أشهر حتى قامت الحرب وسقطت بغداد بأيدي الامريكان... كنتُ حينها خارج العراق، كما وتشتت الأصدقاء، منهم من هرب ومنهم من استتر في بيته مثل سعد ... واستوطن الاغراب في بلدي ...
في أحد الأيام كان الأمريكان قد فرضوا حضراً للتجوال في بغداد، ولسوء الحظ أُصيبت بنت سعد الرضيعة بحمى عالية فخاف عليها والدها واخذها مع أمها بسيارته وانطلق مسرعاً باتجاه المستشفى وكان لزاماً عليه أن يجتاز سيطرة عسكريّة أمريكية ولكنه ما أن اقترب بسيارته من السيطرة حتى انهال عليه الرصاص من كل جانب... مات سعد على الفور واُصيبت هيام بعدة طلقات وماتت الطفلة الرضيعة.