لو أنني أعبرُ من شفتيكِ إلى بوابةِ الروحِ
قُبلةً
قبلتين
سيكون لسرِّ الحقيقةِ معنى الكنايةِ
لو أنني أعدتُ تشريحَ المسافاتِ لفتاةٍ أزليةِ الجوانح
سيكون بمقدوري القفزُ فوقَ مداراتِ المحيط
لو أنني وقفتُ بين أصابعِ الماءِ
لأعدتُ تفسيركِ للأصدافِ
عشبةً تتغنى بلغةِ الحقيقةِ

***
في مسيرةِ الرملِ
تولدين بقلبِ الحكاية قمرا فتزهرُ الجهات
وتتجلّين في المنفى عشتاريةَ الملامحِ
فأستحيل ذئبًا
يسرقُ الرعاة
في سِفْرِ السّرِ يتحدثُ عشبٌ
فينهمرُ الغيم
رذاذًا على هضابِك
وفي الوهمِ يولد فيلسوفٌ فتشتعلُ المسافة.

***
من أينَ أفتحُ أزهارَ الضوءِ ليعبرَ نورُ الله؟
وفي الأرضِ ما يكفي لتدميرِ المعنى
وفي المعنى ما يكفي لفناءِ الفراغِ
في عوالمِ السرِّ ونقطةِ الأزليةِ
تفوحُ رائحةُ الحبِ
جوانيةَ الرؤيا
فينزلقُ العارفُ في الظلِّ وحيدًا
حيث صورتُكِ صورتُه
في المرآةِ تُفردين عوالمَك السبعةَ في الأفلاكِ
فيتجلى الغيابُ
حيث هو بصورةِ هو
***
بين ضلوعي
أزرعُكِ وردةً فتصيرين غابة
وتتناسلين في الحقولِ عطرًا
فيتدلى الضوء من
خزائنِ النور
بين نونين
يصبحُ المحيطُ قطرةً
والقطرةُ محيطًا

***
في المرةِ القادمةِ
فسريني بهدوءٍ للقادمين من الصحراءِ
وازرعيني قمحًا في حقولِ الأبدية
وقولي:
إن أنثى بريشٍ تكفي لإخراجِ مدينةٍ مسكونةٍ بالأشباحِ إلى دهاليزِ المكاشفة.


عماد البريهي ..