قد تجعلك الأسطورة الحديثة تعتقد أن ذاكرة السمك الذهبي أو جولد فيش مدتها ثلاث ثوان، ولا تستطيع تذكر أي شيء حدث منذ أكثر من ثلاث ثوانٍ، وبالتالي، فإن حياتها مليئة بالإثارة المستمرة من مشاهد وأصوات لم يسبق لها مثيل، ومثل فكرة أن السرطانات والكركند لا يشعران بالألم، فهذه الأسطورة هي واحدة أسمعها كثيرا في وظيفتي اليومية التي تتمحور حول الأسماك، والسمك الذهبي والأسماك الأخرى هي قادرة على التعلم، والإحتفاظ بهذه المعلومات، واسترجاعها والعمل عليها بعد فترة طويلة من الزمن، وضع في اعتبارك ما يلي:

قام الباحثجامي هينمان بتدريب واحدة من السمك الذهبي على التعرف على أنماط الألوان وإجراء دورة حواجز تحت الماء، وبعد أكثر من شهر من تعلم السمك الدورة في البداية، تذكرتها السمكة وأكملتها بسهولة دون مطالبة أو مساعدة من هينمان، وأجرى روري ستوكس طالب يبلغ من العمر 15 عاما في المدرسة الأسترالية للعلوم والرياضيات، مؤخرا تجربة مع سمكته الأليفة لإختبار ذاكرتها.

أخذ قطعة من المكعبات حمراء ووضعها في حوض السمك كلما أطعم السمك، ورش الطعام حول الكتلة، وبعد ثلاثة أسابيع من التجربة، كانت السمكة تقترب من الكتلة وتنتظر الطعام قبل أن تصل إلى الماء، وخلال تلك الأسابيع، ارتفع الوقت الذي استغرقته السمكة للوصول إلى الكتلة من أكثر من دقيقة إلى أقل من خمس ثوانٍ، وبعد ذلك، لمدة ستة أيام، أطعم ستوكس السمك دون استخدام الكتلة، وعندما وضع المكعب في حوض السمك مرة أخرى، هرعت السمكة إليه في 4.4 ثانية فقط، وقال ستوكس لهيئة الإذاعة الأسترالية لقد تذكروا جيدا، ولقد أمضوا وقتا أسرع من متوسط الوجبات الثلاثة قبل مغادرتي.

قام باحث في معهد رولاند للعلوم في ماساتشوستس بتعليم سمك الكارب التمييز بين أغنية جون لي هوكر من كونشيرتو باخ أوبوي، واستطاع سمك الكارب فيما بعد تصنيف القطع التي لم يسمعوا بها من قبل على أنها كلاسيكية أو شجن، وبين الألحان البسيطة التي يتم عزفها للخلف وللأمام.

قام باحثون من معهد للتكنولوجيا بتشغيل صوت معين عند إطعام السمك الخاص بهم، وتكييفهم لربط هذا الصوت بوقت التغذية (بالمناسبة، هذا يسمى التكييف الكلاسيكي، ويمكن العثور على مثال ممتاز لذلك هنا بعد شهر من التدريب، وتم إطلاق السمك في البرية، وبعد خمسة أشهر، عندما نمت الأسماك بالكامل، تم بث الصوت عبر مكبر الصوت في البحر وعادت الأسماك.

في دراسة أجريت عام 2003 في كلية علم النفس بجامعة بليموث، تم تدريب السمك على دفع رافعة لكسب مكافأة غذائية، وعندما تم تثبيت الرافعة للعمل لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم، تعلم السمك تفعيلها في الوقت الصحيح ولم تهتم به بقية اليوم، ويستطيع السمك أن يتعلم خارج بيئة المختبر ويتذكر طرقا أكثر تعقيدا من خلال بيئة طبيعية أيضا.

وفي دراسة حديثة من جامعة مينيسوتا، كان سمك الكارب قادرا على معرفة موقع مكافأة الطعام في غضون أيام قليلة وسيظل دائما ترك نطاق منزلهم في الليل وفي ظروف صعبة لزيارة مكافأة الطعام، ويقترح الباحثون أن ذاكرة السمك الكارب كانت مدعومة بإشارات شمية وأن تعلمهم الأولي للطريق إلى الطعام قد ساعد من خلال اتباع خطى الأسماك الأخرى.