إذا رضينا في قياس أطوال الجُمل النحوية بالكلمة الكتابية (الكتلة اللغوية المكتوبة المتلاحمة المحفوفة من حولها ببياض، المعدودة في الحاسوب كلمة واحدة، مهما كانت مُكوِّناتها)، واصطلحنا على أن الجملة النحوية مركب لغوي من عنصرين مؤسِّسَيْنِ بينهما علاقة إسناد ربما انضافت إليهما أحدهما أو كليهما عناصرُ أخرى مكمِّلة (متعلِّقات) أو ملوِّنة (أدوات)، ووقفنا على أن قصيدة أبي تمام 404 كلمة كتابية في 44 جملة نحوية وقصيدة المتنبي 350 كلمة كتابية في 66 جملة نحوية، فطلبنا متوسط طول جملة كل منهما بقسمة عدد كلماتها الكتابية على عدد جملها النحوية- انتهينا إلى أن متوسط طول الجملة النحوية هو في قصيدة أبي تمام 9.18، وفي قصيدة المتنبي 5.30.
وإذا وقفنا على أن أعداد تلك الكلمات الكتابية تتوالى في فصول قصيدة أبي تمام بترتيبها الخاص (27، 95، 237، 45) وفي فصول قصيدة المتنبي بترتيبها الخاص (24، 84، 212، 30)، وأن أعداد تلك الجمل النحوية تتوالى في فصول قصيدة أبي تمام بترتيبها الخاص (3، 8، 27، 2) وفي فصول قصيدة المتنبي بترتيبها الخاص (8، 10، 42، 6)، فطلبنا متوسط طول جملة كلٍّ منها بقسمة عدد كلماته الكتابية على عدد جمله النحوية- انتهينا إلى أن متوسطات أطوال الجمل النحوية هي في فصول قصيدة أبي تمام بترتيبها الخاص: 9، 11.87، 8.77، 22.50- وفي فصول قصيدة المتنبي بترتيبها الخاص: 3، 8.40، 5.04، 5.
وفي ذلك من أسرار البيان الشعري، ما يستحق الانقطاع فيما يأتي لسبر غوره وكشف ستره.