في الرُّوحِ نورٌ والفُؤادِ بَهاءُ
ولكَ الكمَالُ تفردٌ وعَطاءُ
أنَا ما رأيتُكَ بالعُيونِ وإنَّما
دلَّت على سُلطانِكَ اﻷَشياءُ
الشَّمسُ والقَمرُ المُنِيرُ وأَنجُمٌ
وكَواكِبٌ سيَّارةٌ وفَضاءُ
تجرِي بِلاَ كَلَلٍ ودُونَ توقُفٍ
فيها تُقَدَّرُ لِلوَرى الآَلاءُ
فِي روعَةِ الكَونِ الذي لاَ ينتهِي
قد رُتَّبَتْ أرضٌ بِه وسَماءُ
في دقَّةٍ مَوزُونةٍ وجَلاَلةٍ
فَزَهَتْ بحسن نِظامِها اﻷَرجاءُ
ما هذهِ الأَفلاكُ في ملكُوتِه
إلاَّ دليلٌ مبدعٌ وَضَّاءُ
ظَهرَت بِه صُورُ الجَمالِ جليةً
ولهُ تُسبِّحُ مايَرى ويَشاءُ
في كُلِّ شيئٍ دلَّ فَضلُ صَنيعِه
وَبِأَنَّ قُدرتُهُ هِي العلياءُ
وخلائِقُ الأَكوانِ ليسَ يعُدُّها
إِلاَّكَ رَبَّي من لَكَ الأَسماءُ
وعجائبٌ في البَحرِ قد أوجَدتَها
وعَوالمٌ مِن دُونِها وغِطاءُ
ومَنافِعٌ في اﻷَرضِ قد هَيئتَها
لِجميعِ خلقِكَ كُلُّها نَعْماءُ
فِيها المزارعُ والحُقولُ تنَوَّعَت
منها الفواكِهُ والحُبوبُ غِذاءُ
وتلَوَّنَت فيها المَنابِتُ وارتَوَت
كَرَماً وَتِرياقُ الحَيَاةِ الماءُ
وتعدَّدَت كلُّ الفُصولِ وأينَعت
واذا الوُجُود مباهجٌ ورَخاءُ
وتَهِبُّ فِيها الرَّيحُ أنَّى قُدتَها
ولِكلِّ أمرِكَ تسمَعُ البَيداءُ
ومنَ الصَّباحِ الى المساءِ تفاوُتٌ
بَين النُّجومِ مَنازِلٌ وضِياءُ
ومَع الشُّروقِ يكونُ يومٌ آخَرٌ
والى الغُروبِ تُبدَّلُ اﻷَضواءُ
بين الطُّفولةِ والكُهولَةِ فترةٌ
هِي فِي الشَّبابِ تعلُّمٌ وعَطاءُ
هِي زَهرةُ العُمُرِ الجميلِ ونَبضُهُ
لِلعبدِ فيها تكثُرُ اﻷَخطاء
فاجعَل إلهي خَلوَتي مُتفكراً
في الكَونِ يكبُرُ في الفُؤادِ سناءُ
ويذوقُ عُمرِي جُلُّهُ نُورَ الهُدى
لاَ سائِراً ما سارَه الغَوغاء ُ
إبراهِيم مُحمَّد عبدِه