قل للتي لثياب الطهر قــــــد خلعت
وتبتغي فــــي التّعرّي المدحَ والنّظرا
إنّ التحضّر فــــــــــــي عريٍ يدمّرها
وليس فيه ســــــوى خزيٍ لمن فجرا
أما ترى الغصن في الأشجار مكتسياً
بأجمل اللون يبـــــــدو زاهـــيا نضرا
فإن تعرّى فإن الأرض مـــــــــــرجعُه
علـــــيه داس جميع الناس وانكسرا
"وحبة القمح كنز فـــــــــــــي سنابلها"
فإن هوَتْ نالَها السوسُ الذي انتشرا
والورد ينثر مـــــــــــــن أكمامه عبقا
والنور أبهى إذا في الليل قــد ظهرا
إن العفاف هــو العطر الذي انجذبت
له القلوب بطيبِ الذكر حيــثُ سرى
أما الحياء فكنزٌ جـــلًَ منــــــــــــزلةً
قـــــــــــد زاده شرفاً مولايَ وادّخرا
بــــــه اعتلت نحو آفاق العلا وغدت
جميلة أصبحت فـــــي حسنها قمرا
لو لم يكن زينةً يومـــــــــــاً ومنقبةً
لما أشادَ بـــــــــــه المولى وما ذكرا
المقداد الحسن