*الإنسان في حياته يرسم خطة سعادته وشقائه والآخرة صورة طبق الأصل عن الدنيا ونتيجة الدنيا*
الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر
موسوعة الإسلام القرآني

*شهر رمضان فرصة نادرة وعزيزة في حياتنا، يعبّر عنها الرسول الكريم (ص) أنّ الشقي مَن حُرِم غفران الله في هذا الشهر، فهذا إنذار لنا بالخطر، وهذا مقياس لنفوسنا ولقلوبنا ولمستقبلنا، ما دام المحروم في هذا الشهر شقيّاً.*
بعد مرور ثلثي الشهر بإمكاننا أن ننتبه إلى أنفسنا، هل في هذه الفترة نلنا بعض رضا الله؟
هل غفر الله لنا؟ هل أصلح شأننا؟
بإمكانك أن تنظر إلى نفسك، أن تنظر إلى عملك، أن تنظر إلى قلبك، ... فإذا وجدت في قلبك تبديلاً نحو الأحسن، فلا شك أنّك أصبحت من أهل كرامة الله.

*الآخرة صورة طبق الأصل عن الدنيا، الآخرة نتيجة الدنيا.*
*بإمكانك أن تعرف هل أنت سعيد أو شقيّ؟*
*أنّك من أهل مغفرة الله وجنّاته، أو من أهل غضب الله وسخطه؟*

*مثال:*
*أيّ فلاّح خبير، بإمكانه أن يعرف الموسم من وقت الزرع، وغرس النبات أو الشجر، وكيفية خدمة الأرض، ومكافحة الأمراض والسموم، إلاّ إذا حصلت أشياء خارجة عن إرادة وإمكانات الإنسان مثل السيول والعواصف...*
*لأنّك وقت زرعك، ووقت خدمة زرعك، ووقت مكافحة مرض الشجر أو النبات، مع كل خدمة، ومع كل موقف، في الحقيقة أنت ترسم وتهيّئ صلاح الشجرة والثمرة والنتيجة*.

*نفس الشيء الإنسان.*
*الدنيا على ما ورد في بعض الأخبار هي مزرعة الآخرة.*
﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾.

*مثال آخر:*
*حينما يقوم التلميذ بدراسة عن جدّ واجتهاد، ففي كل ليلة يدرس يرتفع مستوى درجاته في وقت الامتحان.*
*فإذاً، الإنسان في حياته يرسم خطة يوم القيامة، نحن هنا نبني سعادتنا وشقاءنا يوم القيامة.*

*فإذاً، بإمكاني إذا كنتُ منصفاً وحكّمت ضميري أن أعرف ماذا عملت وتركت، هل تغيّرت، هل لا زالت نفسي قاسية، هل أصبحتُ أحب الناس، هل طهُر لساني، هل حينما أفكر أن أتحدث عن شيء مّا، أفكر هل الله راض عن هذه الكلمة؟ أم مثلما كنت قبل رمضان؟*

ولهذا، أمام هذا الموقف الحسّاس، مرور ثلثين وبقاء ثلث من الشهر المبارك، قُرب النهاية، قُرب الامتحان، قُرب انتهاء التجربة، ... موقف حسّاس.

*إلهي أعوذ بوجهك الكريم، وجلالك العظيم، أن ينقضي عنّا شهر رمضان ولياليه، ولك قِبَلَنا ذنب أو تَبِعَة تعذّبنا عليه.*

لماذا يذكّرنا في العشر الأخير؟ يريد أن يقول:

*أيها الناس، أيها الصائمون، أيها المؤمنون:*
*كان أمامكم فُرَص لا تُعَدّ ولا تُحصى.*
*كنتم في ضيافة الله.*
*كنتم مدلّلين عند الله.*
*إذا مَا استفدتم، هذا الشقاء.*
*هذا سوء الحظ.*