هو جميل بن عبد الله بن معمر، ولد فى وادى القرى بالحجاز و نشأ فى أسرة ذات سعة و مكانة. أحب أبنة عمه بثينة عندما كان دون سن الشباب، و ترعرع معه الحب، حتى إذا بلغ عمر الرجولة طلبها من أهلها. ولكنه رد خائباً بحجة إنه شبب بها، ولكن الرفض زاده إصراراً على حبه و إلحاحاً فى طلبه، ثم زوجت بثينة من رجل آخر، فأزدادات آلام جميل وراح يغنى آلامه، وظل يتردد إلى ديار بثينة. فما كان من أهلها إلا أن شكوه إلى والى المدينة مروان بن الحاكم الذى أهدر دمه. فراح جميل يضرب فى البلاد إلى أن وصل إلى مصر حيث مات سنة 701م ( 79 هـ ).
يعد جميل ممثل المدرسة العذرية فى الغزل، كما يعد عمر زعيم المدرسة الإباحية. و يكاد شعره ينحصر فى قصائد موجهة إل بثينة، فيها يشكو ألم الفراق و يعلل النفس باللقاء، وهو يكتفى بذكر الحبيبة و يبوح بصدقه و إخلاصه ووفائه. و نرى الشاعر يعيشن فى عالم من الأضطرابات و القلق. و يستسلم إلى البكاء، ويعدد آلامه الروحية و الجسدية. و هذا نموذج من شعر جميل :
لقـــد فرح الواشون أن صرمت حبلى
بثينة، أو أبدت لنا جانب البخــــــــــل
يقولون : مهلاً يـــا جميـــل، و إننى
لأقسم، مـا لى عن بثينة من مهل
أحلمــــــاً ؟ فقبل اليوم كان أوانه
أم أخشى ؟ فقبل اليوم أوعدت بالقتل
إذا ما تراجعنـــــــــا الذى كان بيننا
جرى الدمع من عينى بثينة بالكحل
ولو تركت عقلى معى مـــا طلبتها
ولكن طلابيها لما فات من عقلـــــــى
فـيا ويح نفسى، حسب نفسى الذى بها
ويــــا ويح أهلى، مـــا أصيب به أهلى
أرانى لا ألقى بثينـــــــــــــــة مرة
من الدهر، إلا خائفاً أو على رحل
خليلى، فيما عشتما، هـــــــــل رأيتما
قتيلاً بكى، من حب قاتــــله، قبــــــلى؟
كلانـــا بكى، أو كــــاد يبكى صبابة
إلى إلفــــــــــــه، و أستعجلت عبرة قبلى