كان الإنسان دائماً يشعر برهبة بأتجاه الغوريلا، و نفهم أن يكون الداعى إلى ذلك حجم هذا القرد فقامته تساو قامة إنسان ضخم قوى. يتراوح طول الغوريلا البالغ بين
1,25م و 1,75 م، وقد تزيد قامته على المترين !!! أما فاتحة ذراعيه فتتراوح بين مترين و 2,75، ووزنه من 140 كلغ إلى 300 كلغ.
أما ما يقال عن الغوريلا من أنه حيوان مفترس يهاجم الإنسان بوحشية فور رؤيته، فهو كلام غير صحيح. أما إذا هوجم أو جرح فيستعمل ذراعيه القويتين و أسنانه الحادة، و إذا لم يضايقه أحد، بقى حيواناً مسالماً لا يستخدم قوته إلا دفاعاً للأذى لا لأفتعال المشاكل.
الغوريلا حيوان نباتى يتغذى من أغصان الخيزران الطرية و الثمار و الجوز و الحبوب و الأوراق و عندما يكبر، لا يعود يخاف من ايا من الحيوانات الباقية، وهو لا يتخاصم مع بنى جنسه. فعدوه الوحيد هو الإنسان الذى يصطاده و يقطع الغابات التى تعيش فيها.
فى السهول تسكن الغوريلا جماعات من خمسة إلى عشرين نفراً. أما فى الجبال، فتؤلف عصابات من أربعين نفراً. يدير كل مجموعة ذكر بالغ يكون عادة من ذوى الظهر الفضى الذى سمى هكذا لأن شعر ظهره يشيب عند تقدمه فى السن.
يفرض رئيس المجموعة حقه بأختيار أفضل الغذاء و أكثر الإناث " جاذبية " و الأماكن الأكثر وقاية من الأمطار المتساقطة. و الذكور الباقية ذات الظهر الفضى أو الظهر الأسود التى هم أصغر سناً، تهتم بالحراسة أثناء النوم المجموعة لحماية الأناث و الصغار.
تلد الغوريلا الأم عادة طفلاً واحداً أصغر حجماً بقليل من الطفل الإنسانى. يرضع حليب أمه طوال سنتين، رغم إنه يتعرف منذ عمر الثلاثة أشهر إلى النباتات التى يمكنه أكلها. و يظل طفل الغوريلا يتتبع خطه أمه بأستمرار و ينام بجنيها حد عمر الثلاث سنوات أو إلى حين تضع مولوداً جديداً. وعندما يكبر تصبح " لعبته " المألوفة بناء عش له، ثم يعتاد تدريجياً على النوم منفرداً. و غالباً ما تجتمع أناث المجموعة للأعتناء بصغارها سوية.
لا تسكن الغوريلا إلا الغابة الأستوائية من أفريقيا الغربية و الوسطى. وهناك فرعان من الغوريلا : غوريلا السهل التى تعيش فى الغابون و غربى زائير و فى الكاميرون، وغوريلا الجبال التى حتى أرتفاع 3500م، وفى المناطق الجبلية من زائير الشرقية و أوغندا.
ليس للغوريلا إلا قليل من الأعداء الطبيعين، و يتحتم على غوريلا السهول الدفاع عن صغارها ضد الفهود و غيرها من الحيوانات المفترسة. أصبح الغوريلا اليوم حيواناً نادراً الوجود، خاصة غوريلا الجبال. والسبب فى ذلك هو الإنسان الذى يأسرها أو يصطادها هواية أو عقاباً لما تحدثه من تخريب فى المزروعات.
ولحسن الحظ أنه قد حددت مناطق يمنع فيها صيد القردة، وهكذا تتأمن لها فيها الحماية من الأنقراض، وهكذا تتأمن لها فيها الحماية من الأنقراض.