القصة عن فتاة فلسطينية جمعها القدر مع شاب صيني تحت سقف واحد بعدما كانت المسافة بينهم آلاف الأميال واختلاف في اللغة والدين والجنس والعادات والتقاليد وحين ساقهما القدر للزواج كانت المغامرة اكبر من الشاب الصيني الذي دخل إلى غزة متخفيا عبر الأنفاق ليقيم عرسه هناك ببلدة دير البلح بوسط قطاع غزة.
البداية كانت سنة 2010 حين زار وفد تضامني صيني قطاع غزة وكان مترجم هذا الوفد الذي يحسن العربية هو هذا الشاب وأثناء نشاطاتهم التضامنية مع أهل غزة هناك أعجبته شابة فلسطينية كانت تشرح أوضاع القطاع هناك بتفاعل كبير فما كان منه إلا ان اخذ منها العنوان الالكتروني وبعد عودته إلى الصين كان في اتصال معها وتطورت علاقتهم أكثر حين اكتشفت الفتاة انه يحفظ القرآن ويجيد العربية وبعد طرحه لفكرة الزواج منها قابلته بالاستحالة نظرا لكثرة الفوارق بينهم لكن أمام إصراره وشجاعته وعودته من اجل "فلسطين"مرة أخرى ليس للتضامن بل للزواج فبدل أن يحمل هذا المتضامن هموم الفلسطينيين حمل غزاوية معه ورحل إلى بلاده كعربون للتضامن معهم.
وتقول إيمان لـ "بي بي سي" إنها لمست في موسى مشاعر صادقة واكتشفت أيضا أنه مسلم ويحفظ القرآن، "وكان كثيرا ما يرفع من معنوياتي ويخفف عني لا سيما عندما كنت أتكلم معه عن الواقع الذي نعيشه في غزة".
وأضافت إيمان أن موسى طلب الزواج منها، وقد أكدت له أن هذا الأمر يبدو مستحيلا فكيف يمكن أن يزور غزة مرة أخرى وكيف يمكن أن تقنع أهلها بزواجها من شخص ليس فلسطيني او حتى عربي.
لكن موسى كان مصرا على قراره وكان يقول دائما أن أي إنسان يمكن أن يحقق حلمه لو كان يملك الإرادة والإيمان.
وبحسب مقربين من موسى، فقد قرر في نوفمبر الماضي، أن يزور غزة، وقد سافر بالفعل من الصين إلى مصر، وانتقل إلى منطقة الحدود بين مصر وغزة، وتم تهريبه عبر أحد أنفاق التهريب الممتدة تحت الحدود حيث كان أصدقاؤه في انتظاره في الجانب الفلسطيني، وعلى الفور قاموا بترتيب موعد مع والد إيمان وقام بزيارته وطلب منه يدها.
وتقول إيمان ان والدها لم يكن موافقا تماما على هذا الزواج لكنه وأمام إصرارها وما لمسه من شجاعة موسى وقدومه إلى غزة وتحديه لكل الصعوبات وافق على طلبه، وقال لها إنها الآن في عمر يسمح لها بتحمل المسؤولية، حسب"بي بي سي".
وأقيم حفل الزفاف في احد أزقة بلدة دير البلح، ورقص موسى مع جيران إيمان وأقربائها حتى الصباح على أنغام الموسيقى التراثية وعلى أصوات الطبل والناي، واستقل سيارة وجلست هي إلى جانبه بثوب زفافها وتجولوا في شوارع غزة الصغيرة وهم يطلقون العنان لبوق السيارة تعبيرا عن انتصارهم .
<font size="5">