يفكر معظمنا في الحشرات على أنها أشياء زاحفة يتم قتلها بشكل أفضل بمضرب الذباب، ولكن ليست كل هذه المخلوقات تندرج في هذه الفئة، فتعد الفراشات من أكثر أنواع الحشرات شيوعا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن الأنواع المختلفة من الفراشات جميلة المظهر، ومع ذلك، لا يدرك الكثير من الناس أن هذه الأعجوبة ذات الأجنحة لديها الكثير لتقدمه لنا أكثر من مجرد جاذبية بصرية، وفيما يلي 10 أسباب تجعلنا نقدر الفراشات لأكثر من مجرد مظهرها.
10- الفراشات تساعد في تلقيح الزهور:
نعلم جميعا أن النحل يساعد في تلقيح الأزهار، ولكن معظم الناس لا يدركون أن الفراشات تؤدي أيضا هذه المهمة، هم أقل ملاءمة للعمل من النحل لأن الفراشات يجب أن تتوازن على أرجل رفيعة ولا تحتوي على الهياكل الجسدية التي طورت في النحل خصيصا لمساعدتها، وهذا يعني أن الفراشات غير قادرة على جمع أكبر قدر ممكن من حبوب اللقاح على أجسامها وأرجلها كما يمكن للنحل.
ولكن الفراشات لها بعض المزايا على النحل عندما يتعلق الأمر بالتلقيح، وأبرزها قدرة الفراشات على الطيران لمسافة أبعد بكثير من النحل، مما يعني أنها قادرة على تلقيح الأزهار عبر منطقة أوسع بكثير، ولديها أيضا إدراكا متفوقا للون مقارنة بالنحل، الذين لا يستطيعون رؤية اللون الأحمر، وهذا يعني أن الفراشات تختار الأزهار ذات الألوان الزاهية مع تمكينها من تلقيح الأزهار عندما تكون مفتوحة خلال النهار.
9- الفراشات تحافظ على صحة النظم البيئية:
تعتبر الفراشات مفيدة للغاية أيضا كمؤشر على الصحة العامة للنظام البيئي، وعادة ما يعني وجود عدد أكبر من الفراشات أن النظام البيئي في حالة جيدة، والسبب هو أنها تلعب دورا مزدوجا في السلسلة الغذائية، حيث تخدم كفريسة وكمفترسة، وتأكل النباتات وتؤكل من قبل الطيور والخفافيش، وتصنف رتبة حرشفيات الأجنحة الذي تنتمي إليه الفراشات كمؤشر من قبل العلماء، مما يعني أنه يمكن استخدام أي انخفاض في أعدادهم لتحديد التغيرات الكيميائية أو الفيزيائية في البيئة.
وتعتبر الفراشات فعالة بشكل خاص في الإشارة إلى التغيرات الطفيفة في النظام البيئي لأن فترات حياتها القصيرة تجعلها تتفاعل بسرعة كبيرة مع مثل هذه التغييرات، وفي الوقت نفسه، فإن اعتمادها على المناخ والطقس، والاعتماد على أكل نباتات اليرقات، والقدرة المحدودة على الإنتقال من مناطق ولادتها، يجعلها حساسة للغاية لمثل هذه التحولات الدقيقة.
8- الفراشات تساعد العلماء على مراقبة تغير المناخ:
نظرا لحساسيتها للتغيرات في المناخ، فإن الفراشات مفيدة للغاية للعلماء الذين يراقبون تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، وتؤثر التغيرات في درجة الحرارة على المواقع التي تختارها الفراشات لوضع بيضها، والعدد الذي تضعه، وتطور يرقات الفراشات وبقائها على قيد الحياة، وكانت هناك العديد من الأمثلة على انخفاض أعداد الفراشات في منطقة معينة والتي تعزى إلى تغير المناخ.
وإحدى هذه الحالات هي الإختفاء شبه الكامل لفراشة جناح الطيور من غابة في بنغلاديش بين عامي 1999 و 2004، ووجدت الأبحاث التي أجراها علماء من مختبر البيولوجيا البيئية والتنوع البيولوجي في جامعة دكا أن السبب الرئيسي لذلك هو التغييرات في النباتات التي تأكلها هذه الفراشات، وعلاوة على ذلك، فقد وجدت الأبحاث التي أجراها علماء من الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة أن عدد فراشات الكينو التي تعيش في باجا، كاليفورنيا قد انخفض بشكل كبير بسبب المناخ الحار والجاف.
وعلى الرغم من أن التدمير البشري لموائل المنطقة يعد أيضا عاملا في هذا الإنخفاض، إلا أن الأكاديمية الوطنية تدرج الآن رسميا هذه الأنواع الفرعية كأول الأنواع المهددة بالانقراض حيث تكون التغيرات المناخية سببا معروفا وشيء يجب مراعاته عند التخطيط لمنع هذه الفراشة من الإنقراض.
7- الفراشات تساعد في تعزيز السياحة:
جمال الفراشات يجعلها حشرة نرغب جميعا في رؤيته، ويمكن أن يترجم هذا إلى فوائد اقتصادية جدية للمناطق التي يوجد بها الكثير منها،وكل عام في جزيرة رودس اليونانية تجذب محمية طبيعية تسمى بيتالودس (وادي الفراشة) الآلاف من السياح من جميع أنحاء العالم بفضل العديد من أنواع الفراشات التي تعيش هناك، وتتجمع الفراشات في هذا الوادي خلال الجزء الأخير من عمرها الإفتراضي.
ويعد إغلاق موسم الأمطار في المنطقة في أواخر شهر مايو هو أفضل وقت لرؤيتها حيث تجذبها الرائحة المنبعثة من أشجار الصمغ الشرقي في الوادي، وتتمتع محمية المحيط الحيوي بفراشات الملك في المكسيك أيضا بدفعة سياحية موسمية بسبب الفراشات، وهذا هو موطن المجثم الشتوي لفراشة الملك.
6- الفراشات تساعد في توفير المضادات الحيوية:
تعتبر المضادات الحيوية ذات أهمية حيوية في علاج أنواع مختلفة من العدوى البكتيرية، ومع ذلك، لا يدرك الكثير من الناس أن بعض أنواع الفراشات تزودنا بالمضادات الحيوية التي يمكن أن تكون حاسمة في إنقاذ الأرواح، وطور كل نوع من أنواع الفراشات مزيجا كيميائيا خاصا به لجذب زملائه، ودرء الحيوانات المفترسة، والتغلب على الدفاعات الكيميائية للنباتات المضيفة.
ولكن فراشة المرج البني وهي شائعة في المملكة المتحدة تنتج مضادا حيويا قويا كجزء من هذه المجموعة الكيميائية الشخصية، وعلاوة على ذلك، وجد البحث العلمي في المواد الكيميائية المضادة للبكتيريا التي تنتجها أنواع مختلفة من الفراشات أن جميع تلك التي تم اختبارها تقريبا فعالة للغاية في مكافحة نمو البكتيريا موجبة الجرام والتي يمكن استخدامها لإنتاج الجمرة الخبيثة.
5- الفراشات تساعد في السيطرة على الحشرات:
إذا كنت بستانيا متحمسا، ستساعد الفراشات في التخلص من الحشرات التي يمكن أن تهدد زهورك، ونعتقد عموما أن الفراشات هي مجرد أكل للنباتات، لكن الأنواع الحاصدة مغرمة بأكل حشرة المن، وهذه الحشرات الصغيرة هي مصدر حقيقي للإحباط للعديد من البستانيين لأنها تتغذى على عصارة النباتات مما يجعلها تنمو بطرق مشوهة وتفقد صحتها ولونها.
ويساعد المن أيضا على نقل الفيروسات من النباتات إلى الفواكه والخضروات مثل الخيار والطماطم والتوت والفراولة، وفراشة الحاصدة التي يمكن لتعرف عليها من خلال أجنحتها البرتقالية والأسود والأبيض ليست شائعة وهي النوع الوحيد الأصلي في الولايات المتحدة التي تأكل الحشرات بدلا من النباتات لكنها بالتأكيد تقدم أكثر من مجرد جمال بصري.
4- الفراشات تساعد في إزالة النفايات من البيئة:
بالإضافة إلى تخليص حدائقنا من الحشرات الضارة، يمكننا أيضا أن نشكر الفراشات على التخلص من النفايات غير المرغوب فيها من البيئة، وتستهلك أنواع قليلة من الفراشات البالغة مواد النفايات مثل فضلات الحيوانات ولحوم الحيوانات المتعفنة وكلاهما يزود الفراشات بالعناصر الغذائية الحيوية، وأحد أنواع الفراشات التي تأكل الفضلات بدلا من النباتات هي فراشات الإمبراطور الأرجوانية، والتي توجد بشكل أساسي في جنوب إنجلترا وتعيش في أعالي قمم الأشجار.
3- الفراشات فنانون ملهمون:
بالنظر إلى أن الفراشات جميلة، فلا ينبغي أن نتفاجأ من أنها أثبتت أنها مصدر إلهام للفنانين على مر السنين، ويمكن إرجاع ذلك إلى مصر في عام 1350 قبل الميلاد حيث ظهرت العديد من فراشات النمور البسيطة في مقبرة نيب آمون وهي تصطاد في الأهوار، وشاع استخدام مناظر من هذا النوع لتزيين المقابر في ذلك الوقت، ويصورون الموتى كما أرادوا أن يتذكروا وكذلك الانخراط في الأشياء التي كانوا يأملون القيام بها في الحياة التالية، وذكرت الكتابة الهيروغليفية أن اللوحة تظهر نيب آمون وهو يستمتع بجمال الطبيعة، وتهتم الفراشات أيضا بفنانين عصر النهضة، وكان للفنان السريالي سلفادور دالي أيضا افتتانا بالفراشات كما نرى من لوحة عام 1956 التي أصبحت تعرف باسم المناظر الطبيعية مع الفراشات.
2- الفراشات تساعد في تحقيق الإختراقات التكنولوجية:
تلعب الفراشات أيضا دورا رئيسيا في تطوير التقنيات الجديدة، على سبيل المثال، أدرك مارك مايلز خريج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن اللون في أجنحة الفراشات ليس ناتجا عن صبغة بل صفائح متداخلة تعطل الأطوال الموجية للضوء العاكس، وقام بتطبيق هذا المفهوم على شاشات عرض الأجهزة التقنية، والتي تحتاج أيضا إلى أن تكون قادرة على تقديم ألوان زاهية داخل أغلفة رفيعة، وواصلت شركة كوالكوم استخدام هذه التقنية في إنشاء شاشة ميراسول الخاصة بها، وفي مكان آخر يقوم فريق بحثي من جامعة شنغهاي بتطوير فيلم كربون مستوحى من الأجنحة السوداء لفراشات هلين الحمراء والتي يمكنها امتصاص الضوء بالكامل تقريبا.
1- الفراشات تساعد في الحفاظ على صحتنا العقلية:
لقد أثبتنا بالفعل أن الفراشات تلعب دورا مفيدا في الحفاظ على صحتنا الجسدية، ولكنها أيضا مفيدة لصحتنا العقلية، واستشهد عالم الطبيعة البريطاني الشهير السير ديفيد أتينبورو مؤخرا بالآثار المفيدة لمشاهدة الفراشات في مساعدة البشر على الهروب من ضغوط العالم الحديث، ونتيجة لذلك، دعمت جمعية العقل الخيرية البريطانية للصحة العقلية مشروع الحفاظ على عدد الفراشات الكبيرة على أساس أن البحث يظهر صلة واضحة بين التواصل مع العالم الطبيعي وانخفاض مستويات القلق والإكتئاب، وبالنظر إلى كل هذا، يمكننا أن نفهم بسهولة سبب اختيار جمعية الصحة العقلية في مقاطعة مونماوث فراشة الملك كرمز رسمي لها.