لا نبالغ إذا قلنا إن قلّة من النساء راضيات عن أنفسهن. فكلّهن، بالمجمل، يرغبن في تغيير شيء ما في مظهرهن أو حياتهن، وكلّهن يشعرن بشيء من الغيرة حين ينظرن لأخريات مع شريك حياة أو حبيب يعتقدن أنه أفضل أو يتمتعن بشعر أكثر طولاً أو قوام أكثر رشاقة أو مفاتن أكثر امتلاء. تنسى معظم النساء أن هؤلاء الأخريات يفتقدن أشياء ما. معظمهن قد يتمنّين لو أن لهنّ عظام وجنتيك مثلاً، أو أن لديهن انحناءات جسدكِ، ومنهن من لا يعني لها جسدها المثالي شيئاً في مقابل لو أنّ الرجل الذي تحبّ، على سبيل المثال، لم يخدعها. تذكّري دوماً أنكِ تهدرين وقتاً في حسد امرأة لشيء ما تحظى به، في وقت تحسدكِ هي على شيء تحظين أنتِ به. فما هي الأشياء التي تجعل المرأة تغار من المرأة؟ إليك عزيزتي بعض العوامل والأشياء التي قد تثير حسدك إزاء امرأة أخرى، أو تشعر نار الغير في قلبك منها، حتى وإن لم تعترفي بذلك.
من تحضى بحبيب..
ليس خافياً أن الحبيب في حياة المرأة، يجعلها محط حسد النساء من حولها. لكن هل تعرفين حقاً طبيعة العلاقة بينهما؟ من يدري؟ فقد يكون قلبها مفطوراً أو لعلها تعاني في علاقتها معه. أياً كان الحال، هي ليست أفضل منكِ لمجرد وجود شريك أو حبيب في حياتها. هي تحظى فقط بما قد تحظين به أنتِ قريباً. يوماً ما، سيكون لديكِ شريك، فيما قد تكون هي من دون أحد في ذلك الحين. تذكّري حينها فقط، أنكِ ستكونين قلقة لشأن ما آخر، أو تشعرين بالغيرة من إحداهن بسبب آخر.
من تملك شعر جميل ..
بعض النساء محظوظات لكونهن وُلِدن بشعر جميل، لكن هذا لا يعني أن يصبح الأمر منغصاً بالنسبة لكِ؛ ذلك أن شعر المرأة الجميل لا يعني البتة أنها سعيدة بالضرورة. لدى كل امرأة ما يشغلها وينغصّ عليها حياتها. كوني على ثقة أنها قد تكون مستعدة للتخلي عن هذه الميزة مقابل شيء ما لديكِ.
الرشيقة..
مجرد الفكرة أن فلانة ما غير مضطرة للذهاب لنادي اللياقة، قد تكون مبعثاً على غيرة الأخريات، لكن تذكري أن هذه المرأة لا تحظى بكل شيء. قد تكون من النسوة اللاتي يجذبن الرجل لكنها ليست من القادرات على الاحتفاظ به. وقد تكون ممّن يقاسين مع نظام غذائي يمنعهن من تذوّق الآيس كريم أو الاستمتاع بمتع الطعام منذ سنوات. إن الحياة القائمة على الحرمان، من أبسط أنواع المتع، قد لا تستحق أن تتطلعي إليها أو تشعرك بالغيرة.
من لديها صور جميله..
كوني على ثقة أن المرأة التي تكثر من نشر صورها الجميلة ولقطات من الحفلات التي ترتادها وحياتها الصاخبة، لا تتمتع بما سبق كله، وإلا ما كانت لتنشغل عن هذا كله بوضع الصور. لو كانت حياتها مثالية وممتعة إلى هذا الحد، لما وجدت ضرورة لعرض ذلك للآخرين، أو للمغالاة في عرضها على الناس.
المرأه الناجحه في العمل..
كثيرات يغرن من هذه المرأة التي تتصدّر المشهد وظيفياً، وتبدو ناجحة ومتفوقة، وقد يحلمن بوظيفتها. لكن، عليكِ ألا تغاري منها، بل ان تستلهمي قصة نجاحها لصناعة قصة نجاحكِ أنتِ. اعملي بجدّ حتى تصبحي مساوية لها. حينها لن تصبح النموذج، وحينها فقط، تكونين أنت محط إعجاب وحسد الأخريات، اللاتي يتقن إلى أن يصبحن ناجحات مثلك.
التي تستحوذ على الانتباه ..
هذه المرأة تسترعي الانتبها كلّه وتسرق الأضواء أينما حلّت. تراها الأكثر مرحاً وصخباً وحميمية بالنسبة للجميع، وتحاول أن تفرض نفسها في أي مكان تدخله أو تحل ضيفة فيه. هذا النوع من النساء أو الفتيات لسن سعيدات بقدر ما يوحين بذلك. قد تكون تلك الفتاة بحاجة لأن تكون أكثر تحفظاً، وأن تعيد النظر في سلوكياتها. لربما تتمنى لو تعود بها الأوقات لتفكر بدلاً من أن تتحدث، ولترجع لطبيعتها وهدوئها، بدلاً من هوس سرقة الأضواء.
التي لديها كل شيء
يمكن القول إن هذه المرأة مطلب كل النساء، وكل الرجال، فهي جميلة، وناجحة، وطموحة، تتمتع بشخصية آسرة ولافتة، وفي الوقت ذاته لديها شريك رائع. لديها الأناقة المثالية والشعر الأجمل والأسنان الأنصع والبشرة الأكثر نعومة. تذكري أنك مهما فعلت، ومهما نهشتك نار الغيرة فلن تكوني هي. أنتِ هي أنتِ، بكل النقائص والعيوب. لكن بالنسبة لنساء أخريات، فقد تكونين مثالية، وقد يكون لديك شيء أو أشياء كثيرة يحسدنك عليها، دون أن تعلمي ذلك أو دون أن تشعري به. في النهاية، الغيرة أمر طبيعي، وقد تكون مشاعر صحية، إذا دفعتنا كي نتطور ونبدع ونسعى كي نصبح أفضل. لكن علينا ألا نسمح لنارها بأن تنهشنا أو تدمرنا. وتذكري، حتى وإن كنت تعتقدين أنه لا يوجد لديك شيء يحسدك عليه الآخرون، فهناك على الأقل شيء واحد مؤكد، هو أنك امرأة مختلفة، والاختلاف بحد ذاته ميزة.