في ليلة شتاءٍ باردة جدآ كانت هناك على الممر الترابي الموحل إمرأة في الثلاثين من خريفها ، تسير بخطىً متثاقلةً حاملة طفلها ذو السنتين ،هائمة على وجهها كأنّما تبحث عن أحد ما.
كانت هناك قرية قريبة وكان لها حارس وقور وقد وجد هذه المرأة في تلك الليلة القارسة ، فحنّ قلبه عليها ، اقترب منها ليسألها:
يا أمراة ماذا تفعلين في هذا الوقت المتأخر من الليل وأنت بمفردك في الخارج الآ تخافين من شيء ..
:- اني ابحث عن آثار رجلٍ ... هل رأيته ..؟
:لقد رأيت الكثير من الرجال كيف هو؟ هل يمكنكِ ان تصفيه لي ..؟
-: أنه رجل في عقده الخمسين والشيب يغزو رأسه من كل ناحية
ولديه قدم من خشب هل صادفك ..؟
:لا لم أر هكذا رجل من قبل هل هو والدك ..؟
:- لا هذا زوجي لقد خرج من المنزل وقال سوف أتي بعلبة سجائر ولم يرجع بعد, وهذا يومه الثاني على التوالي ولا اثر له ، تخيّل حتى أنه ترك خاتم زواجنا على الطاولة وذهب هذا لم يحدث من قبل أبداً.
:أذهبي إلى بيتك أذهبي سوف تموتين من هذا البرد وأنتِ بالكاد تقفين على قدميك ..
:- كيف لي الذهاب يا سيدي وممكن بأن يكون هو الآن في الخارج في هذا البرد.. قلبي لا يطاوعني على الرجوع ..
:وما ذنب هذا الطفل الصغير الذي تحمليه بالله عليك أرجعي ...
:- هذا صغيري مزروع في خاصرتي كأبيه المزروع في قلبي ولست قادرة على فراقهما أبدآ
:يا أمراة ماذا فعلتي له ؟
لقد هجرك هذا الرجل الآ تدركين ذلك ، لقد ترك لك خاتم زواجك ماذا أرتكبتي من حماقة كي يهجركِ؟
:- على العكس يا سيدي لا تظلمني
لقد كان هو الفاعل لقد خانني مع قريبتي وقمت بمسامحته بنفس اليوم.. ولم يكن ذنبه بما فعل ..
أنا كنت مهمله بحقّه ومنشغله بتعليم الأطفال وعملي في البيوت لساعات طويله لأجل لقمة العيش، لأنه معوّق لا يستطيع العمل لكنه رغم ذلك رجل وله حقوقه ..أنا كنت مخطئه بحقه يا سيدي!
:يا ألهي أيُّ أمراة أنتِ !هل فعلآ تفعلين كل هذا بكامل عقلك ولم تجنّي بعد ..!
:- ياسيدي الجنون يأتي مرة واحدة وقد أصابني حينما عشقت هذآ الرجل الذي أبحث عنه الأن...!