كان اخي الكبير يعمل كمساعد طبيب في المستوصف الوحيد في قرية مريبة، ولعدم وجود طبيب في المستوصف فقد كان اخي يقوم مقام الطبيب، كان للمستوصف فرّاش ساذج ومن أهل الله، كان يقوم بتنظيف المستوصف وتلبية احتياجات اخي من الشاي او القهوة إضافة إلى غلق المستوصف وفتحه.
كانت هناك مدرسة مقابل المستوصف وكان فيها فرّاش أيضاً، واصبح الفرّاشين أصدقاء.
في احد الأيام كان اخي يقضي في بغداد إجازة قصيرة وعندما انتهت إجازته سافر إلى مريبة وكان قد تأخر بعض الشيء، وصل إلى المستوصف فوجده مقفلاً والفرّاش ليس موجوداً، وبعد مدة من الانتظار والتفكير فيما عساه ان يفعل، قرّر ان يسأل فرّاش المدرسة لعله يعرف شيئاً، دخل اخي المدرسة وإذا به يجد فرّاش المستوصف جالساً يتسامر مع فرّاش المدرسة، فقال له : ماذا تفعل هنا؟
تعجّب الفرّاش من رؤية اخي وقال له مستغرباً:
لماذا تبحث عني؟ لقد تركت لك رسالة
على مكتبك.
خرجا سوية وفتح الفراش باب المستوصف وذهبا إلى غرفة اخي المغلقة ففتحها الفراش وقال لأخي:
انظر، لقد كتبت لك رسالة بأنني ذاهب إلى المدرسة كي لا تبحث عني!
اجابه اخي قائلاً: وكيف كنت سأدخل المستوصف والمفاتيح معك!؟