التقدم التقني الذي يحرزه البشر يتسارع بشكل هائل، وما حدث من تطور في قرن مضى يمكن أن يحدث في 10 سنوات مستقبلية فقط، لذلك لا نعرف ما يمكن أن يحدث بحلول 2060
هناك عدة خطط بحثية قائمة تتطلع يوما ما لتحقيق هدف العيش على المريخ (ناسا)
بعدما أثار الفيزيائي الأمريكي واسع الشهرة "نيل ديجراس تايسون Neil Tyson" الجدل بنشره الصورة المركبّة بأحد برامج معالجة الصور لأحد فروع سلسلة مطاعم ماكدونالدز الأمريكية الشهيرة في صحراء المريخ وذلك على حسابه بمنصة تويتر، ثار سؤال هام بين الجمهور وهو: هل يمكن حقا أن نعيش على المريخ يوما ما؟
أول مليون
في الواقع، هناك بالفعل عدة خطط بحثية قائمة تتطلع يوما ما لتحقيق هذا الهدف، إلا أننا لا نمتلك بعد جداول زمنية رسمية لإجراء أي من تلك الخطط، بل إن وكالات الفضاء العالمية مثل ناسا (NASA) ووكالة الفضاء الأوروبية، لم تحدد بعد موعدا للوصول بالبشر إلى المريخ في أول زيارة استكشافية.
ماسك يتحدث من ناحية اقتصادية، فهو يرى أن التقدم الهائل الذي حققته تكنولوجيا الفضاء بوصولنا لمرحلة يمكن فيها إعادة استخدام الصواريخ، سيقرب البشر من عصر رحلات الفضاء الرخيصة، وبالتالي يمكن أن تُبنى منظومة كاملة من الصواريخ التي تذهب إلى المريخ وتأتي منه للأرض، بشكل دوري لتوصيل الناس والموارد.
على الطريق
من جانب آخر فإن بعض الجهات البحثية بدأت بالفعل نشاطات تحاول أن تحل مشكلة الإقامة على المريخ. على سبيل المثال، فازت شركة أميركية تدعى "إيه آي سبيس فاكتوري" (Ai Space Factory) بمسابقة معمارية لتصميم منازل المريخ أطلقتها ناسا.
وحصلت الشركة على 500 ألف دولار جائزة، وبدؤوا في بناء مشروعهم، وهو استخدام طابعات ضخمة ثلاثية الأبعاد لبناء منازل أسطوانية كبيرة مصنوعة من البازلت المركب والألياف، وهي مواد يمكن إيجادها أو بناؤها على المريخ بسهولة.
مشروع "قصر القمر" يهدف لخلق ظروف قمرية داخل وحدة مغلقة على الأرض (فليكر)
كما تخطط الصين حاليا لمشروع يهدف لخلق ظروف قمرية داخل وحدة مغلقة على الأرض، تم تصميمها لتتقبل وجود حياة بشرية لفترة طويلة دون الحاجة إلى إمدادات خارجية. وسميت "قصر القمر"، ونجح بالفعل رواد فضاء صينيون في قضاء 370 يوما متتالية بها.
صممت تلك الوحدة بحيث يحصل ساكنوها على الأكسجين والطعام من النباتات المزروعة داخلها، كذلك يعاد تدوير الماء لتنقيته واستخدامه مرة أخرى.
وأشار نيل تايسون بالفعل في سلسلة تغريداته إلى أمر شبيه حينما أشار إلى فيلم "المريخي" (The Martian) من بطولة الممثل الأميركي مات ديمون، وفيه يقضي رائد الفضاء مارك وايتني قرابة 600 يوم على سطح القمر قبل وصول الإنقاذ، خلالها يحاول أن يخلق بيئة مستدامة.
عقبات على الطريق
لكن حتى إن تمكنا من بناء مثل هذه المشاريع، وهو أمر مشكوك فيه لأن تكلفته ستكون هائلة، فإن هناك الكثير من المشكلات الضخمة التي تواجه فكرة أن يقيم البشر على سطح المريخ.أول تلك المشكلات يتعلق بالاختلاف في الجاذبية، فالجاذبية على المريخ ثلث الأرض، وسيؤثر ذلك بالسلب على عظام وعضلات البشر، وهناك احتمالات كبيرة للإصابة بهشاشة العظام ومشاكل القلب والأوعية الدموية.
لوكالة ناسا مشروعها البحثي الذي تدرس فيه كيف يمكن العيش على المريخ (ناسا)
من جانب آخر، فإن المريخ له غلاف مغناطيسي أضعف من الأرض، وبالتالي فهو لا يتمكن من حماية سطح الكوكب من الإشعاع الكوني المؤين القادم من الفضاء، الأمر الذي قد يتسبب في الكثير من الأمراض.
لكن على الرغم من ذلك تبقى أحلام نيل تايسون وإيلون ماسك ممكنة، فالتقدم الذي يحرزه البشر في النطاقات التقنية يتسارع بشكل هائل، وما حدث من تطور في قرن مضى يمكن أن يحدث ما يساويه في 10 سنوات مستقبلية فقط، لذلك لا نعرف ما الذي يمكن أن يحدث بحلول 2060.
ويعتقد إيلون ماسك، الملياردير الأميركي مؤسس شركة سبيس إكس (SpaceX)، أنه بحلول عام 2060 ستكون هناك مستعمرة بشرية كاملة على كوكب المريخ يعيش بها حوالي مليون شخص.