كان النبّي (ص) جالساً ذات يوم وعنده الأمام
علي بن أبي طالب (ع)
أذ دخل الحسين عليه السلام فأخذه النبي (ص)
وجعله في حجره وقبّل بين عينيه وقبّل شفتيه
وكان للحسين ست سنوات.
... فقال علي (ع): يارسول الله, أتحب ولدي الحسين (ع)؟
فقال (ص): وكيف لاأحبه وهو عضو من أعضائي.
فقال (ع): يارسول الله, أينا أحّب إليك أنا أم الحسين؟
فقال الحسين (ع): ياأبه, من كان أعلا شرفا,
كان أحب إلى رسول الله (ص)
وأقرب إليه منزلة.
فقال علي (ع): أتفاخرني ياحسين؟
قال الحسين (ع): نعم, أن شئت ياأبتاه.
فقال علي (ع):
أنا أمير المؤمنين , أنا لسان الصادقين,
أنا وزير المصطفى, أنا مفتاح الهدى, حتى عدّ من مناقبه
نيفاً وسبعين منقبة ثم سكت.
فقال رسول الله (ص) للحسين عليه السلام:
أسمعت ياأبا عبد الله وهو عشر معشار ماقاله من فضائله
ومن ألف ألف فضيلة
وهو فوق ذلك وأعلى.
فقال الحسين عليه السلام:
الحمد لله الذي فضلّنا على كثير من عباده المؤمنين
وعلى جميع المخلوقين, ثم قال:
أما ماذكرت ياأبة ...ياأمير المؤمنين فأنت فيه
صادق أمين.
فقال النبيّ (ص) أذكر أنت فضائلك ياولدي...
فقال الحسين (ع):
أنا الحسين بن علي بن أبي طالب,
وأمي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين,
وجدّي محمد المصطفى سيد بني آدم أجمعين,
لا ريب فيه ياأبة,
أمي أفضل من أمك عند الله وعند الناس أجمعين,
وجدّي خيرٌ من جدّك,
وأفضل عند الله وعند الناس أجمعين,
وأبي خيرٌ من أبيك عند الله وعند الناس أجمعين,
وأنا ناغاني في المهد جبرئيل
وتلّقاني أسرافيل,
ياأبة ...أنت عند الله أفضل منيّ
وأنا أفخر منك بالآباء والأمهات والأجداد.
ثم أعتنق أباه وقبلّه وعلي (ع) أيضاً يقبلّه ويقول:
زادك الله شرفاً وتعظيماً وفخراً وعلماً وحلماً
ولعن الله قاتليك
يا أبا عبدالله.
بأبي أنتم وأمي....ياأهل البيت عليكم مني السلام
أبداً مابقيت وبقي الليل والنهار