فريق دولي يحدد أفضل الأساليب لرصد الطيور الجبلية النادرة في البيئات الصحراوية
أوصى الباحثون بدراسة أنواع أخرى من الطيور، وموائل أكبر وأكثر تنوعا وموارد الغذاء أيضا، لتعزيز معرفتنا بالأساليب الكمية لدراسة البيئة وتأثيرها في تعداد الطيور .
ريش قبرة الصحراء يتماشى مع الطبيعة الصحراوية فيجعل ذلك رصدها صعبا حتى من مسافة قريبة (شترستوك)
الطيور الصحراوية الجبلية مهددة بالاختفاء أو بتناقص أعدادها بوجه خاص بسبب التغيرات المناخية العالمية، إذ تظهر الدراسات الحديثة زيادة في احترار الصحارى وجفافها.
ويعدّ توفير معلومات موثوق بها ودقيقة عن كثافتها أمرا ضروريا لوضع خطط فعالة للحفاظ عليها، ومع ذلك، فإن الدراسات المهتمة بفعالية أساليب المسح المختلفة للطيور في البيئات القاحلة لا تزال قليلة، لا سيما في الشرق الأوسط.
الطيور الصحراوية الجبلية مهددة بالاختفاء أو بتناقص أعدادها بسبب التغيرات المناخية (ويكيبيديا)
طيور جبال سيناء
وفي بحث منشور بدورية "أريد إنفايرومنتس" (Arid Environments) في الأول من أبريل/نيسان الجاري، قام فريق بحث دولي بقيادة الدكتور محمد قدري، الأستاذ المساعد في قسم علم الحيوان بكلية العلوم في جامعة القاهرة بمصر، بمقارنة تماسك ودقة طريقتين لأخذ العينات بغية تقدير كثافة نوعين من طيور جبال سيناء بمصر، وهما قبرة الصحراء (Ammomanes Deserti) والأبلق أبيض الذيل (Oenanthe leucopyga).
يقول د. قدري وفريق الباحثين في مقال نشر بموقع "ساينس إكس ديالوغ" (Science X Dialog) "بسبب قلة الدراسات البيئية لطيور الصحراء، خاصة في الشرق الأوسط، فإن كلا النوعين لا يكادان يُعرفان، وعلى الرغم من أن كليهما يقطن الموائل نفسها على مدار العام، فإنهما يختلفان في سهولة رصدهما".
"ففي حين أن ريش قبرة الصحراء يتماشى مع الطبيعة الصحراوية، فيجعل ذلك رصدها صعبا حتى من مسافة قريبة، يمتلك الأبلق أبيض الذيل ريشا أسود لافتا لا يتماشى مع الطبيعة المحيطة، ويُظهر أفراده الفضول غالبا، حتى إنهم يقتربون من المراقبين، لذلك كان من المهم أن توفر طريقة المسح المثالية الاختلافات في الموائل والسلوك ودرجة الرصد".
يمتلك الأبلق أبيض الذيل ريشا أسود لافتا لا يتماشى مع الطبيعة المحيطة (شترستوك)
اختيار إحدى الطريقتين
ولكن ما أفضل طريقة لمراقبة الطيور وتقدير أعدادها وتوفير معلومات عنها تساعد على حمايتها؟ للإجابة عن ذلك قارن الفريق نتائج طريقتين إحصائيتين لتقدير تعداد الطيور الصحراوية المتوطنة في جبال سيناء.
وهما طريقة "القطاعات الشريطية ذات العرض الثابت" (Fixed-Width Strip Transects)، وطريقة "القطاع الخطي" (Line Transects) (أخذ العينات عن بعد Distance Sampling)، من الأساليب القياسية المستخدمة لحصر الطيور في كثير من الموائل.
وفي كلتا الطريقتين، يعين المراقبون خطوطا طولية تغطي المساحة المراد دراستها، ثم يتحركون على طول هذه الخطوط لرصد الطيور.
ففي طريقة "القطاعات الشريطية" يحدد المراقبون مسافة ثابتة عن يمين الخط ويساره، لتشكيل شريط على شكل مستطيل، وإحصاء جميع الطيور التي رُصدت داخل هذا الشريط، ثم استخدام العدد المرصود مؤشرا بسيطا على وفرة الطيور محل الدراسة.
قارن الفريق نتائج طريقتين إحصائيتين لتقدير تعداد الطيور الصحراوية المتوطنة في جبال سيناء
أما في طريقة "القطاع الخطي"، فيسجل المراقب المسافة بين موقعه الحالي على الخط والطائر، وكذلك الزاوية بين موقع الطائر والخط، ثم بعد ذلك يحسب مسافة بُعد الطائر عن الخط باستخدام المعادلات الرياضية، ثم يقدر متوسط كثافة الكائنات داخل المنطقة محل الدراسة.
ويشرح د. قدري قائلا "استخدمنا كلا النهجين لإجراء مسوح للطيور في أودية الصحراء غير المزروعة والمزروعة"، و"أجرينا مسوحا للطيور بعد الفجر مباشرة ومرة أخرى قبل الغسق، ثم حسبنا الاختلافات في قابلية الرصد للطيور باستخدام برنامج حاسوبي ودمجنا هذا الحساب لتقدير كثافة الأنواع".
أكثر مرونة وأقل تكلفة
واستخدم الفريق كثيرا من الأساليب الإحصائية لمقارنة النتائج، وفي حين قدمت كلتا الطريقتين تقديرات ذات كفاءة عالية لكثافة الأنواع وأعطت رصدا كافيا للأنواع المستهدفة، فإن طريقة القطاعات الشريطية أظهرت مزيدا من المرونة بوجه عام لتقدير الأنواع صعبة الرصد والنادرة.
استخدم الباحثون نهجين لإجراء مسوح للطيور في أودية الصحراء غير المزروعة والمزروعة (ويكيبيديا)
وفضلا عن ذلك تستلزم طريقة القطاعات الشريطية جهدا وتكاليف أقل، لذلك يوصي الفريق باستخدامها بدلا من طريقة "أخذ العينات عن بعد" لتقدير كثافة الطيور في هذه المنطقة وغيرها من المناطق الجبلية القاحلة.
كما أوصى بأن تنظر الدراسات المستقبلية في أنواع أخرى من الطيور، وفي موائل أكبر وأكثر تنوعا وفي موارد الغذاء أيضا، لمواصلة تعزيز معرفتنا بالأساليب الكمية لدراسة البيئة وتأثيرها في تعداد طيور الصحراء الجبلية.