مقدمة :
من الصفات المميزة للمهني الممارس بذل العناية المهنية اللازمة للحصول على الأدلة والقرائن الملائمة وتقييمها بغرض الوصول إلى رأي موضوعي على القوائم المالية. ولاشك أن تحديد درجة العناية المهنية اللازمة يعتمد على تقدير المراجع الشخصي لظروف المنشأة التي يراجع قوائمها المالية وطبيعة نشاطها وتقديره للاستخدامات المتوقعة للقوائم المالية وتقريره عليها.
متطلبات معايير المراجعة من المراجع الخارجي :
تتطلب هذه المعايير من المراجع الخارجي أن :
1 - يكون على درجة كافية من الدراية بأمور المنشأة وظروفها وخططها.
2 - يكون على درجة كافية من الدراية بالاستخدامات المتوقعة للقوائم المالية وتقريره عنها.
3 - يقوم بتطبيق معايير المراجعة بدرجة الحرص المتوقعة من مراجع آخر مؤهلا تأهيلا مهنيا كافيا.
4 - يتحرى الحقائق إلى أن يصل إلى نتائج موضوعية لا تعتمد اعتمادا كبيرا على وجهة نظر مغرضة.
5 – لا يتردد في استشارة الآخرين إذا تطلبت الأمور درجة من الخبرة والمهارة لا تتوفر لديه.
تحليل :
يحتوي البقية المرفقة على مقارنة بين معيار العناية المهنية اللازمة والمعايير المماثلة في كل من الولايات المتحدة والمانيا. ولقد بنية معيار العناية المهنية على أساس أربعة مبادئ رئيسية كالآتي :
أ - درجة العناية المهنية اللازمة غير ثابتة فقد تختلف باختلاف المنشأة موضوع المراجعة. كما قد تتغير مع تغير الزمن. ولذا تقاس درجة العناية المهنية اللازمة بدرجة الحرص المتوقعة من مراجع آخر في نفس الظروف شريطة أن يكون مؤهلا تأهيلا مهنيا كافيا. ويعتبر تطبيق معايير المراجعة بدرجة الحرص التي أشارت إليها المعايير قرينة مقنعة على تنفيذ المراجعة بدرجة العناية المهنية اللازمة.
ب- قدرة المراجع على تطبيق معايير المراجعة بدرجة الحرص المتوقعة في نفس الظروف من قبل المراجع آخر على درجة كافية من التأهيل المهني تعتمد إلى حد كبير على درايته بأمور المنشأة التي يقوم بمراجعة قوائمها المالية وظروفها وخططها بالإضافة إلى دراية المراجع بالاستخدامات المتوقعة للقوائم المالية وتقريره.
ج- تتطلب العناية المهنية اللازمة الالتزام بالموضوعية في الوصول إلى النتائج والآراء.
د - من الخصائص المميزة للشخص المهني إدراكه لحدود قدرته المهنية وبالتالي تتطلب العناية المهنية اللازمة الاستعانة بخبرة ومهارة الآخرين لتعويض أي قصور في خبرته أو مهارته الشخصية.
وبمقارنة المعايير نجد أن معيار الولايات المتحدة قد ربط درجة العناية المعقولة في تنفيذ عملية المراجعة بالالتزام بمعايير العمل الميداني (التخطيط , دراسة وتقييم نظام الرقابة الداخلي وأدلة وقرائن المراجعة) ومعيار التقرير في حين أن المعيار المماثل في المانيا قد اعتبر الالتزام بالمعايير المهنية عنصرا من عدة عناصر لدرجة العناية المهنية اللازمة , بالإضافة يعتبر المعيار الألماني أكثر تفصيلا لما يتطلبه معيار العناية المهنية اللازمة كأحد معايير المراجعة. ويرجع ذلك إلى أن المعيار الألماني قد ورد ضمن لائحة سلوك المحاسب القانوني وليس ضمن معايير المراجعة , وبالتالي يعكس المعيار الألماني خبرة ممارسي المهنة في المانيا بما قد يؤثر على درجة العناية المهنية اللازمة وهذا شيء طبيعي بالنسبة لمعايير السلوك خاصة بعد العمل بها لفترة زمنية معقولة.
معيار العناية المهنية اللازمة في الولايات المتحدة الأمريكية والمانيا
الولايات المتحدة الأمريكية
يجب أن يبذل المراجع درجة معقولة من العناية أثناء قيامة بعملية المراجعة وأثناء إعداده للتقرير.
عندما يكون عمل المراجع ومن هم تحت إشرافه متمشيا مع معايير العمل الميداني للمراجعة وعندما يكون التقرير متمشيا مع معايير تقرير المراجع فانه يمكن القول بان المراجع قد بذل العناية المعقولة المشار إليها.
(المعيار الثالث مع معايير المراجعة الأمريكية)
ألمانيا
يجب على المراجع عند تنفيذه لهنته الفنية أن يعمل طبقا للوائح والمعايير المهنية, وان يتصرف بوعي , ويجب أن يكون دائم الصدق والمقدرة على تبرير تصرفه تبريرا موضوعيا وفي سبيل ذلك ينبغي على المراجع:
1 - أن يقيم مقدرته على القيام بمهمة المراجعة قبل قبولها.
2 - الالتزام بإصدارات اللجان الفنية بمعهد المحاسبة والعمل على اختيار ما ينطبق منها على كل حالة يقوم بمراجعتها, وعليه الالتزام بالإصدارات المحلية عندما تتعارض مع إصدارات جهة خارجية حتى لو كانت المانيا عضو فيها.
3 - أن يبين أن ما حصل عليه من معلومات حصل عليه بنفسه أو انه اعتمد على جهة أخرى في سبيل ذلك.
4 - أن يبلغ عن أي تصرف تقوم به الإدارة يضر بمصلحة المنشأة التي يراجعها ويتم تبليغ المجلس الاستشاري بذلك حالا إذا كان الأمر يستدعي العجلة أو يشير إليها في تقريره في حالة الاقتناع بعدم الاستعجال.
5- أن يبني تقريره ورأيه على حقائق فنية فعمله فني يعتمد على الدليل ولا يجب أن يكون للعاطفة فيه اثر.
6- أن يتبنى طريقة يعتمد عليها في تخطيط تواريخ المراجعة وتاريخ إعداد التقرير.
7- أن يعتني بأوراق عمله وينظمها ويحفظها.
8- أن يشرف على مساعديه إشرافاً يمكنه من أداء أعمالهم حسب ما خطط لها.
9- أن يعمل على أن لا تتسرب أسرار عمله أثناء محادثاته أو محادثات احد مساعديه مع العميل, أو محادثاته مع مساعديه.
10- أن يتعاون مع كل ذي علاقة لإصلاح أي أخطاء فنية يتسبب في وقوعها.
11- أن لا يتساهل في تأدية عمله والإشراف على مساعديه وإلا اعتبر مخلا بواجباته الفنية.
12- أن لا يجعل الوقت حائلا دون أداء عمله كما ينبغي, فعندما يرى أن الوقت لا يمكنه من انجاز المهمة فعليه أن يبلغ عميله بذلك.
13- عندما يكون تحت يده أصولا للغير (للعميل) فعليه الاحتفاظ بها بمعزل عن أمواله. وإذا كان الاتفاق يقضي باستغلالها لصالح العميل فعليه أن ينفذ ذلك.
14- أن يستمر في الاطلاع ومتابعة كل ما يصدر عن الجهات المنظمة لمهنة المحاسبة والمراجعة والجهات ذات العلاقة بالقانون التجاري, وإذا لم يقم بذلك فيعتبر قد اخل بالتزاماته.
15- في حالة تغيير المراجع قبل إنهاء عمله لأي سبب من الأسباب فان على المراجع الجديد أن يعمل علي الحصول على معلومات وافية عن عملية المراجعة وعن وضع المراجع السابق وعلاقته بالعميل قبل أخذها وإذا لم يتمكن من ذلك فعليه أن لا يقبل العملية.