من المحتمل أن يقع هاتفك الذكي بجوارك أو حتى تحت وسادتك كل ليلة عندما تذهب إلى النوم، وكأنه رفيق الحراسة الموثوق به لمجرد سهولة الرد على المكالمات والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني في أي لحظة، حتى خلال الساعات الأولى من الليل. أليس هذا هو أفضل جزء في التكنولوجيا ؟ مهلًا، الأمر ليس بكل هذه البساطة. ربما لا تدرك حتى مدى تأثير عادات استخدام الهاتف الذكي على نومك وصحة دماغك. ما قد يبدو لك عادة محببة وغير ضارة، هي القفز إلى السرير وفتح هاتفك على الفور، دون الاكتراث أن يكون لهذه العادة اليومية تأثيرًا كبيرًا على صحتك العامة.

الهاتف المحمول يصدر إشعاعات قد تؤثر سلبًا على صحتك، خاصةً إذا كان قريبًا من الرأس. أي أن استخدام جهاز إلكتروني قبل النوم لا يجعل النوم أكثر صعوبة فحسب، بل يؤثر أيضًا على مدى شعورك بالنعاس وتنبيهك في اليوم التالي. حيث يفسد الإشعاع والضوء المنبعث من الأجهزة جداول النوم الطبيعي. هذا يؤدي إلى جميع أنواع المشاكل الصحية. تستشعر المستقبلات الضوئية في شبكية العين الضوء والظلام، ما يرسل إلى دماغنا إشارة حول حالة العالم الخارجي ومواءمة إيقاعاتنا اليومية مع دورة الحياة. تساعدنا إشارة الضوء والظلام هذه على أن نكون يقظين في الصباح وأن نكون قادرين على النوم في الوقت المناسب ليلاً.






إذًا، ماذا يحدث حقًا عندما تنام بالقرب من الأجهزة الإلكترونية ؟


1- اختلال الساعة البيولوجية

بسبب الإشعاعات الصادرة من الجوال؛ تختل الساعة البيولوجية الموجودة في الجزء السفلي من الجمجمة عند نقطة التقاء الأعصاب البصرية، وهي التي بدورها تنظم وقت النوم والجداول الزمنية ودرجة حرارة الجسم ونسبة المناعة والهرمونات، هذا ما يؤثر سلبًا على جسمك. هذا الاختلال لا يؤثر على الصحة العامة فحسب بل يؤثر على صحتك العقلية أيضًا، حيث أن اضطراب الساعة البيولوجية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بحالات القلق والاكتئاب. أي باختصار، يصبح الليل نهار والنهار ليل عندما تنام إلى جانب هاتفك.
2- ارتفاع درجة حرارة المخ

عند ملازمة جوالك بالقرب منك أو تحت وسادتك في أثناء النوم، سترتفع درجة حرارة دماغك بسبب امتصاص الإشعاع الكهرومغناطيسي. وفي أغلب الوقت نترك شبكة الانترنت قيد التشغيل على هواتفنا في أثناء النوم دون اكتراث. لذلك نوصي بتشغيل وضع الطيران إذا كنت تريد وضع هاتفك بجانبك أثناء النوم، وبالتالي تقليل الإشعاعات الصادرة إلى دماغك.
3- التقليل من إفراز هرمون النوم

الميلاتونين أو "هرمون النوم" هو هرمون تنتجه الغدة الصنوبرية، التي بدورها تساعدك على الاسترخاء والنوم. حيث يتسبب نقصه في عدة أمراض من بينها؛ السكري والسمنة والسرطانات وأمراض العين ما يعني أن نقصه يؤثر سلبًا. لذلك ومن أجل صحتك، عليك الحذر من الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الإلكترونية، لأنه يقلل من إفراز هرمون النوم وبالتالي إحداث خلل كبير في جسمك.
4- الشعور بالضيق والقلق

إن إشعارات الهاتف والرنين والاهتزاز المستمر يمنعك من الاسترخاء والراحة بعد يومٍ طويلٍ ومتعبٍ، ويجعل نومك متقطعًا وغير منتظم. ما يؤثر سلبًا على صحتك ويجعلك متوترًا وقلقًا طوال الوقت، ما يؤدي بك إلى الأرق، وبالتالي ضعف مناعتك لتصبح أكثر عرضة للفيروسات والعدوى بالإضافة إلى إيقاظك طوال الليل. هذا ما يودي بك في اليوم التالي بعدم القدرة على التركيز في مواجهة ضغوط حياتك وعملك أو دراستك.


5- البقاء متيقظًا

إن الضوء الأزرق المنبعث عن هاتفك المحمول، ينبهك بشكلٍ مستمر وبالتالي يبقيك مستيقظًا، لذلك ننصحك باستخدام الوضع الليلي للتقليل من الضوء الأزرق وبالتالي حماية عينيك والتخلص من الأرق. ومن الأفضل قراءة كتاب تحت المصباح بدلًا من قراءته على جوالك قبل النوم، هذا خيار جيد على عكس الإضاءة الزرقاء الساطعة والمؤذية القادمة من الأجهزة الإلكترونية.
6- يساعد على نمو الأورام السرطانية

يرتبط التعرض المطول والاستخدام طويل الأمد للهواتف المحمولة بنمو الأورام السرطانية، خاصة في أنسجة الجلد. لا يؤدي الإشعاع إلى تعزيز الأورام الخبيثة أو يسببها بشكلٍ مباشر، ولكن يمكنه تسريع عملية نمو الخلايا السرطانية. حيث يكمن خطر الإصابة بورم في المخ على جانب الرأس الذي تحمل هاتفك الخلوي عليه الضعف تقريبًا.
7- تلف في الدماغ

تشير عدة دراسات إلى أن الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر من استخدام الهاتف الخلوي الطويل خاصةً في أوقات النوم، يمكن أن يؤدي إلى ترقق الأوعية الدموية ويمكن أن يجعل هذا الحاجز بين الدم والدماغ نافذًا. وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى تمكين المواد الضارة الموجودة في الدم من التسرب إلى المخ، وإتلاف أنسجة المخ والأعصاب المحيطة به.




إن أجسامنا تحتاج بالفعل إلى الشحن كما الحال مع أجهزتنا الإلكترونية، لكن الشحن بالنسبة لنا هو النوم الكافي في ساعات الليل لنتمكن من التركيز والعمل بكل نشاط في اليوم التالي. لذلك دعونا نبعد هواتفنا عنا طوال الليل، لتصفية الذهن قبل النوم. فيجب التوقف عن استخدامها قبل النوم بساعة أو نصف ساعة على الأقل، ومن الأفضل إبقاء الهاتف بعيدًا عن سريرك ليلًا لأنك لن تحتاج إليه في أثناء النوم، حتى يجري إنتاج هرمون النوم بالشكل الطبيعي وبالتالي النوم بصحة جيدة.

واحذر! من نسيان الهاتف خلال نومك على سطح ناعم كالسرير أثناء فترة الشحن، حيث أن ذلك يزيد من احتمالية نشوب حريق كهربائي.