نورت محمد ..اهلا وسهلا بك
نورت محمد ..اهلا وسهلا بك
حسناً أنا هُنا الآن ..
لـ ننطلق حيث ابتدأ رمضان 2020
بعد ثلاثة أيام بالضبط ، كان عسيراً على الشهر أن يَنقضي بصمتٍ دون جلبة
بمقدار ساعة من الخيبة ، استحال شَخصي لـ محلولٍ مُطهر وأنا أحتضن خاطر جاري المجروح
حِين رماه جاره الآخر بـ الرصاص ، لِـ يحمي دم القبيلة مِن الحرج !
كم كان الكون ضيّق تلكَ الليلة ، على حُرمة الجار !
لم أشأ أن أبتدئ بـ الفواجع ولكن تَسلسل المسافة كان واقفاً قُبالة عيني !
بعد فترة من رمضان ، داخل سِياق العمل ..
صَديقي الذي كان مولع بتعديل صورته المائلة على الفيس بوك ، نهض باكراً هذهِ المرة
بقناعٍ مهترئة حوافه من الكذب ، إرتداه مسرعاً كما يرتدي جوربه العفن ،
لـ يَسرق مني عقداً في العمل !
رأيته مؤخراً على ( الحالة )
يندب حظه العاثر !
فاصل إعلانـ ...ي
الحسد .. كلمة لطالما حفظتها وهي تومض خصوصاً على شاشات التلفاز من فنانين أشبه بـ مهرجِين
هل تؤمن بالحسد ؟
( إنه مذكور في القرآن ) !
ألا يعلمون أنهم عالةً على المُجتمع ؟!
( مسَرّة )
كان مِن اللطف أن تَنظر حالة تدعو للفرَح بقلبٍ منفرج لـ صَديقكَ الصَدوق
بعد أن تَعثّرت مُحاولاته لإنتزاعِ طفلٍ مِن فكّ الطَبيعة ، بعد أن خَسر رِهان كدّه على طاولة الأطباء !
خمسة عَشر عاماً من التَمني ، مِن الحَسرات ، مِن خيّبة الأمل
كان هامشَاً فِي الظلام ، مُجرّد هامش ، يُشبه خّوف اليتامى ، أن تنتبه لهم الشَمس وهُم عرايا إلا مِن عِطف الآخرين !
صِدفة حِيثُ شاء الربّ ، بعد كل هذهِ الفوضى فِي الإحتمالات إلا أن يَكون غيثاً لـ هِشام ، فَسقطت عليه مِن السَماء مسَرّة !
وفي السماء رزقكم وماتوعدون
فِي هذه المَسافة المَقرونة بـ رمضانين
،
مَسافةٍ أُخرى كـ الجُرح
لـ صَدِيقي الآخر ..
أذهلتنِي بكَ الأحداث كما لَم تُذهلنِي بشخصٍ آخر ، لستُ نبياً أعرف
ولكن بَياض نيّتِي مَعك يَكفِي لـ سَترِ عّورتك !
أعتذر من الجَميع
على شدة تَمسكي بالقليل ، حيث لاوقت يسعفنِي ولا رأس يُمكننّي مِن عَرض المَشاهد كما أحب
فمنكم أطلب العفو أحبتي ، ومن رماد .. سيّد المَسرح !
أُحب أن أختم الآن بـ هذهِ الطُرفة
يتبع
في الخامسة مِن عُمري تَقريباً
كنت فذاً فِي حب المُطالعة ، فِي الإستماع للأحاديث الطويلة دون ملل
ومن أجل خاطري الناعم آنذاك ، رزقنا الله جاراً لايَملك سياجاً عالياً لبيته
كانت المُغريات كَثِيرة ، فِي حِين كان كفّي صغيراً ومنحسر ، حتّى تلك اللحظة التِي حط فيها طائر اللقلق على بيت جارنا العزيز
كان صوت الطلق مرتفعاً وجلبة القابلة في كل الأرجاء ، تلصصت من سياجهم المنخفض حتى لاتفوتَنِي متعة المشاهدة
لم أتمكن من رؤية الأشياء بوضوح ، أنهم يجتمعون خلف الباب في الغرفة !
لا أرى شيئاً ولكنني أسمع فقط صّوت القابلة وبعض السيدات ، بعد دقائق حافلة بالإشداه ، إرتفعت الهلاهل وضاع صراخ الطفل !
خرجت القابلة من الغُرفة تُهنئ جارنا ، مبروك إنها بنت !!!!
لم أشعر حينها إلا بصفعةٍ من الخلف
إنه أبي .. ممتعضاً مِن سلوكي ،
لم أهتم بالصفعة أبداً كُنت ألح عليه بالإجابة من إستغرابي .. كيف للقابلة أن تَعرف أنها بنت مع أن شعرها قصير كـ الولد ؟!
في الختام ، أدعو من الله أن يجمعني وأياكم برمضانٍ آخر
لكم كل التَقدير والمحبة