حكي أنه بيوم من الأيم أراد أحد الآباء تزويج ابنه الوحيد من ابنة أخيه وحاول إقناعه بهذه الزيجة بشتى الطرق والوسائل غير أن الابن لم يستجيب لأبيه على الإطلاق.
حاول الوالد أن يدخل لابنه من طريق آخر لإقناعه بالأمر أيضا، كان للابن أحد علماء الدين وكان يحبه ويسمع لنصائحه دوما، فأعلمه والده بأنهما يذهبان إليه ويعلمانه بالأمر وما يقول عليه يصير على كليهما.
وافق الابن بفرحة كبيرة وأيقن أن خلاصه من الموضوع نهائيا كاد أن يأتيه ومن أكثر شخص يحبه بكل الدنيا، سافرا وعندما وصلا للمسجد سأل الوالد عالم الدين بأن يقنع ابنه الوحيد بالزواج من ابنة عمه، ولكن الابن لم يقتنع على الإطلاق حيث أنه يراها أخته التي تربت معه منذ الصغر ولا يرى فيها زوجة له.
ولكن الأب مصمم على العالم أن يقنع ابنه بأي طريقة، أدرك العالم أن هناك شيئا غريبا بالموضوع، فطلب من الابن الجلوس على انفراد بعيدا عن والده، قال له: “إن لدي من الخبرات ما يفوقك ويفوق والدك بسنوات جمة، أخبرني بالأمر والسر وراء كل هذا في الحال”.
وفي الحال قال الابن: “يا شيخي الحبيب إن ابنة عمي يتيمة وقد ترك لها والدها قطعة أرض كبيرة لحد بعيد، ويريد أبي أن يزوجني بها من أجل ذلك”.
ومن ثم خرج العالم والابن للوالد والذي كان يمني نفسه بأن العالم قد أقنع ابنه بما يريده والده..
العالم: “ابنك لن يتزوج بها”.
الوالد: “ماذا تقول؟!، أيعقل أن تقول ذلك وقد جئناك من سفر بعيد، أنت لا تعلم ماذا فعلت لكي آتيك ومكانك بعيد للغاية عنا، لقد صرفت ما معي على تذاكر الطائرة”.
العالم بكل رضا: “لا تظلم ابنك، وإن كلن على ما أنفقته فلك علي أن نجمعه لك سويا وكل من بالمسجد، ولكن لا تظلم لابنك الوحيد”.
الوالد: “يا شيخ ألا يعد ذلك عقوقا لي، عقوق الوالدين الذي تتحدثون دوما عنه”.
العالم: “إذا اصدقني القول، لماذا تريد ن تزوجها لابنك؟!”
الوالد: “إنها صوامة قوامة حاملة لكتاب ربها، لا ينقصها شيء، ولن أجد من هي أفضل منها بالحياة لابني”.
الابن: “ولكني لا أريدها يا أبي”.
الوالد: “إذا ومن يأخذ ابنة عمك؟!”
الابن: “يأخذها ربها”!