(1)
عندما تصحو من نومِك
ستجدُ رسالةً أنيقةً
في صندوقِ البريد
من شخصٍ لا تعرفه
اعتاد كلَّ خميسٍ
أن يبعثَ واحدةً لحبيبته
التي اختفت قبلَ سنواتٍ
لكنَّه
ظل يتابعُ رسائلَه في مواعيدِها
على عناوينَ عشوائيةٍ
على أملِ أن تصلَها
واحدةٌ
قبلَ أن يموت.
(2)
الرجلُ العاشقُ
الذي ظلَّ لسنواتٍ
يبعثُ برسائلَ طائشةٍ
كلَّ أسبوع،
لم يكن انطوائيا
أو كارها للحياةِ
حتى لا يجربَ عواطفُه
على امرأةٍ أخرى
لكنَّه
كان يطلبُ السماحَ من حبيبتِه
بأنْ يحبَ بعدَها
ويعدُها بأنْ تكونَ حبيبتُه الجديدةُ
نسخةً منها
بالكربونِ.
(3)
الحبيبةُ الغائبةُ
ليست خائنةً كما يتخيلون
بل ربما راحت ضحيةَ الحبِ.
ويُقالُ إنَّها كانت تمشي
على جانبِ النهرِ
ولمحت وردةً في الماءِ
فتذكرتْ حبيبَها
وحدّثتْ نفسَها:
"هذه الوردةُ لحبيبي"
وحينَ هَمَتْ بقطفِها
جذبَتها كائناتُ الماءِ
ولم تخرجْ أبدا.
(4)
ما مِن رسالةٍ أرسلَها العاشقُ
ووقعَتْ في يدِ امرأةٍ
إلا وَرقَتْ لحالِه
وتمنَتْ في نفسِها
لو فيها شبهٌ من حبيبتِه.
(5)
سعاةُ البريدِ
لا يعرفونَ العاشقَ
ولا حبيبتَه
بل يظنونه مراهقا
دونَ أنْ يُخفوا إعجابَهم
بخطِّه الجميلِ
وأناقةِ الرسائلِ
ذاتِ الروائحِ المثيرة.
نادي حافظ