كانت امرأة فى الخمسين من عمرها ويراها الناس فى كل صباح تأخذ اولادها الصغار وتذهب بهم الى ان توصلهم باب المدرسة وتطمئن عليهم انهم دخلوا بأمان الى المدرسة وتعود الى البيت بكل احترام وتقدير من الناس ... واخر اليوم الدراسى تذهب وتنتظرهم على باب المدرسة وتكون هى فى انتظارهم . وتهتم بالاولاد اهتمام غير عادى من حيث الملبس والمظهر واستذكار الدروس وكل ما يشمل تربية الاولاد . وكانت تذهب الى المدرسة لتطمئن عليهم من خلال معلميهم ومربيهم فى تلك المدرسة العظيمة. وكانت تنتظرهم امام باب الصف بالساعة او على مدى طول الحصة حتى يخرج المدرس وتسأله على مستواهم ودرجاتهم فى التحصيل الدراسى... وتغضب غضبا شديدا حينما يكون الفرد منهم قد نقص درجة او نصف درجة فى امتحانات الصف....وذات يوم سأل مدير المدرسة . من هذة الام التى تجلس امام الصف كل يوم.؟ وكان يراها من شباك المكتب بأستمرار وهى جالسة على الرصيف أمام المدرسة هذا كل يوم . حتى انه ذات يوم استعطف عليها العامل حين رآها تجلس على الرصيف منحنية رأسها الى الارض . واحضر لها العامل كرسى بلاستيك مريح فشكرتة بصوت خافت....
وبعدها جاء يوم الام المثالية فقرر المدير منح جائزة الام المثالية لتلك المرأة التى تأتى كل يوم تنتظر اطفالها وتسأل عن مستواهم ....
وبعث اليها بالخبر مع الاخصائى الاجتماعى حيث ذهب اليها وقال لها. بعد التحية؟ ان ادارة المدرسة قررت ان تمنح اليك جائزة الام المثالية لهذا العام سيدتى؟
التفتت الية فى استغراب وقالت انا ؟ قال نعم انت التى تستحقينها....
قالت فى صوت ملئ بالاسى والحزن ولكنى يابنى لست اما حتى استحق هذة الجائزة؟
نظر اليها المعلم قائلا فى دهشة كيف وانت كل يوم تاتى وتذهبى مع ابنائك تلك.
قالت والدمع ينزل من عينها انا امرأة عقيم ؟ وتزوجنى زوجى بعد وفاة زوجتة الاولى . وهى ام تلك الاولاد. وانا بعد الزواج اخذت عهد على نفسى ان اكون اما لهولاء الايتام بكل ما تحمل الكلمة من معنى . واحببتهم حبا جما . واحبونى ولا يقولون لى الا امنا.... ولم استطيع البعد عنهم لانهم حياتى وعمرى وكل جوارحى واعيش فى هذة الدنيا من اجلهم . والبيت من دونهم ظلام . لا استطيع ان اتواجد فيه الا وهم معى لاجل هذا انا اهتم بهم واتى اعد الساعات حتى يخرجوا وافرح بعودتهم واذهب بهم الى البيت.لهذا انا لا استحق الجائزة..... لانى لست ام.
تأسى المعلم جدا وجرى يهرول الى المدير . وقص علية القصة المؤثرة . ومن جانبة قام المدير واخذ الجائزة وذهب بها اليها بنفسة . وقال سيدتى بل انت من يستحق تلك الجائزة لانك اما مثالية. لهذا العام.....