لا من يطوفُ على الاحبابِ يُخبرهم
لا من يُضمد جرحًا فيِه يا بشرُ!
لا مَن يفكُ عُرى الأصفادِ مرتجلًا:
الصدقُ يبقى ويفنى الكاذب الأشرُ
لا زاجلٌ برسالاتِ الغرامِ أتى
قد عرّش الصّمت.. أحبابٌ لنا هَجروا.
هل لي بتذكرةٍ للحبّ توصلني
قد ذبت والله شوقًا فيك يا قمرُ
آهًا على الصّب يبدِي قلبُه كلفًا
بمَن على وصله قدْ حُرّم السَّفرُ.
وحدي وشوقي وآهاتٌ مبعثرة
ونزفُ ذاكرتِي، والقلب منكسرُ
من حيث كان حديثُ الأنسُ يتبعني
فالآن.. يا ليلُ لا خلّ ولا سمَرُ.
كانتْ لنا قبل سوءِ الحالِ مملكة
واليوم يا صاحُ لا قصرٌ ولا حجرُ
فليسَ إلّا جدارٌ أخرسٌ وأسى
ينتابنِي، وحنيني فيّ ينهمرُ!
عوفيتُ، من كلّ من خانوا ومن هجروا
ومن بخبثِ نواياهم بنا غَدروا.
فالحمدلله، جرحي ليس مندملٌ
ونزفه مثعبٌ، والله مُقتدرُ..
الحمدلله، "إنا معشرٌ صُبرٌ"
وكلّ من خانَ.. مهوى قلبِه سقرُ
لا عيب فينا سوَى هذا الإبا ولنا
نفس على موقدِ العلياء تَستعرُ
رضِيت يا قلبُ فاهدأ واستقرْ، أملا
رضيت أم لا، فهذا كلّه قدرُ
وليس أرجُو خلاصًا لا ولا فرجًا
لكنّ قلبًا "بِعدن" ظلّ ينتظرُ
فالله أسألُ، دربًا لا خلاص له
نمشيه اثنَين، لا عينٌ ولا أثـــرُ
م