كنتُ بيتا لعقلي
**لن يبق الناس مع عِلمهم الصافي إلّا ويُغيّرون فيه ..ببلادة فهمهم مع طول الزمن ...حتى يغيّرون الحق ..كما يبتعد جدول ماء في التراب فيزداد عكره...كلّما ضاع عن نبعه الزلال ….فيجيء واحد إلى النبع من جديد ..يأبى العكر ...ويدفن كلّ كتب الخاطئين
**أنا لا أعرف ما أكون بعد الموت : كنتُ في الدنيا بيتا لعقلي ...أسقيه أطعمه ليعرف كلّ شيء ...وماذا يريد الله ...فإن أخطأ فأنا في طريق مظلمة و لعلّي أذهب إلى الجحيم ...ما نحن إلّا أمانات عقولنا ….وهي تصدُق إن صدقت وتكذب إن كذبت
.
**قال: لا أريد أن أشعر بسير الزمان ...فهذا السير نهايته الموت ….الحياة المعتادة لا ننتبه فيها للوقت ..وهذا أفضل ...قلت: فلون شعرك ...سينبئك عن الوقت ...الوقت يسير و لو لم تنتبه .. وهو ذاهب الى الجنة التي يدخلها المؤمنون .....وعند بابها يفكّ الله قيودهم التي كانوا يقيّدون بها أنفسهم لطاعته - لا تزنِ لا تسرق لا تكذب ….-…….وينطلقون بلا قيود إلى الأبد ….والموت انتهاء لكلّ حياتك ..إذا أنت لم تؤمن بعد ….
..المؤمن كان مع الحق ...والحقّ كشَف له الحياة كلّها ومخابئها ...وظلّت الحياة غامضة ومظلمة مع الباطل ….ومع ذلك هاهم يعيشون في الظلام …….!!
**قال: لا أريد وظيفة تغلّفني ولا غِنىً وجاهاً ..يغلّفني ,,,ويعزلني عن نفسي … أريد أن أظلّ كما أنا ….عقلا وقلبا .. أفكّر في كلّ شيء وأشعر به…...ووجهي والبيداء …..مع الحياة بلا حجاب
**قال: الغيلان ستأكلّ كلّ شيء ..وأستغربُ كيف نلقى شيئا نأكله ..!!..….قلت : لم يخلق الله لنا بطونا دون رزقها ...تتكلّمون عمّا يفعل المخلوق وتنسون فعل خالقهم ……..!!..كما تنتبهون للأغنام وتنسون راعيها
** ُيدهشون وهم يدفنون ميّتا ..فهم لا يصدّقون أنّهم سيموتون مثله…!
**نحن كمَن يبني في مجرى سيل ..لا يحسب أنّ ماءه سيجري ….وفجأة يجري الوادي ويهدم ما بنينا …في ليلة موتنا !!….مع الإنسان الميت تموت الحياة لولا أننا نُكمل عمله ..وعند الله الخالد تخلدُ الحياة
عبدالحليم الطيطي