مجلة درر العراق _ العدد العاشر
يوم ١٠ رمضان
دعاء يوم ١٠ رمضان
قصة قصيره
الحمامتان والسلحفاة يُحكى أن حمامتان جميلتان قررتا السفر والابتعاد عن الغدير الذي عاشتا إلى جانبه طويلاً بسبب شح الماء فيه، فحزنت صديقتهما السلحفاة وطلبت منهما أن تأخذاها معهما، فأجابتها الحمامتان بأنها لا تستطيع الطيران، بكت السلحفاة كثيراً وتوسلتهما بأن تجدا طريقة لنقلها معهما، فكرت الحمامتان كثيراً وقررتا حملها معهما، فأحضرتا عوداً قوياً أمسكت كل واحدة منهما به من طرف وطلبتا من السلحفاة أن تعض على هذا العود حتى تطيرا بها، وحذرتاها من أن تفتح فمها مهما كلّف الأمر لأن ذلك سيؤدي إلى سقوطها، وافقت السلحفاة على ذلك ووعدتهما بأن تنفذ ما طلبتاه منها، وطارت الحمامتان فوق الغابة، إلى أن رأى بعض الناس الحمامتين والسلحفاة فقالوا: يا للعجب حمامتان تحملان سلحفاة وتطيران بها!! لم تستطع السلحفاة تمالك نفسها فقالت: فقأ الله أعينكم ما دخلكم انتم! فسقطت بعد أن أفلتت العود من فمها وتكسرت أضلعها وقالت باكية: هذه هي نتيجة كثرة الكلام وعدم الوفاء بالوعد.
العاب من الذاكرة
عرف الإنسان الدعبل منذ القدم؛ فكان الإنسان يصنعها من الطين ثم يفخرها بالنار، وهناك من يقول إنها ظهرت في عهد الدولة الرومانية ومنهم من يقول إنها فرعونية. وقد عرف الدعبل في العصور الجاهلية. وأيا كان العصر الذي تعود اليه نشأة اللعبة فما زالت معروفة حتى يومنا هذا.
-
ويمارس الأطفال-اثنان أو أكثر- لعبة الدعبل؛ فيستحوذ الرابح على دعابل الخاسر؛ فيضطر الى شراء عدد ما من اقرانه الفائزين. ويحرص الأطفال على ان تخيّط لهم امهاتهم كيسا من القماش (أبو الخراطة) لحفظ الدعبل فيه.
-
ولعبة الدعبل لعبة شعبية توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل. ويلعبها الأطفال من مختلف الاعمار. وهناك أنواع متعددة من الدعبل عرف كل نوع منها باسم معين ومنها:
-
1.الصول وتعرف في هيت بـ(الإيمن والچَالغي): وهو الدعبلة التي يعتمد عليها اللاعب في لعبه دائما أما لوزنها أو لاختلاف لونها المميز.
-
2.العادي: ويشمل كل أنواع الدعبل العادي بألوانه الزاهية، ومنها: الفرفوري، وأبو الشعراية، والطنبل وغيرها.
-
3.الزقج: وهو النوع الصغير من الدعبل.
-
أما طرق اللعب التي يستخدمها الأولاد فهي عديدة نذكر منها:
-
1.الأورطة: في هذه اللعبة يرسم الاولاد مثلثاً على الأرض ويتم وضع الدعابل في زواياه الثلاث وعلى أضلاعه وحسب عدد اللاعبين، ثم يُرسم بعد ذلك خط يُسمى (الشيش) ويعرف في هيت بـ (المِيج) على بُعد بضعة أمتار من الأورطة ومنه يصوب كل لاعب (الأيْمَن) الخاص به الى(الأورطة) فإن أصاب إحدى الدعابل التي فيها وأخرجها منها تصبح من حصته وإن أخطأ يلعب اللاعب الآخر وهكذا.
-
2.الچقه والشبر: تبدأ اللعبة بين لاعبين اثنين بأن يضع كل واحد منهما دعبلة (الصول أو الأيْمَنْ) عل الأرض، ويبدأ الأول باللعب فإذا أصاب (صول) صاحبه أي (چَقها)، أي أحدث صوتاً فيكسب منه دعبلة. أو لم يصبها ولكن (صوله) اقترب من دعبلة اللاعب المقابل بقدر الشبر فيستمر باللعبة الى ان يصيبها، وان لم يصبها فتنتقل اللعبة الى صاحبه، وهكذا تستمر اللعبة.
-
3. الطنّب: يقوم الأولاد برسم دائرة على الأرض في داخلها خط افقي توضع عليه مجموعة من الدعابل بالتساوي من قبل اللاعبين، ويبدأ اللاعب الأول باللعب ويصوب (صوله) نحو الدعابل، وكل دعبلة تخرج من الدائرة تكون من نصيبه لأنه قد كسبها، وإن أخفق في التصويب فتنتقل اللعبة الى اللاعب الثاني ثم اللاعب الثالث وهكذا تستمر اللعب الى أن تنتهي فيصيح الجميع (طنّب).
-
4. النگيرة: وهي مصغر كلمة النگرة، وعرفت في هيت باسم (الحمام)، وهي حفرة صغيرة يعملها اللاعبون في الأرض لكي يلعبوا بها ويضعون حدا يبعد عن الحفرة من مترين الى ثلاثة أمتار يقوم اللاعب برمي ما يريد من الدعبل بكفه باتجاه الحفرة؛ فاذا كان العدد الذي دخل الحفرة زوجيا يربح الرامي بقدره من اللاعب ماسك اللعبة، وإذا كان فرديا يخسر العدد الذي دخل في (النگرة).
حلويات رمضانية
صحتك في رمضان
إذا كان لديك امتحان أو مقابلة مهمة للعمل خلال شهر رمضان، فاعلم أن الوظائف الإدراكية قد تنخفض كفاءتها –بعض الشئ- أثناء فترة الصيام، بقلة التركيز؛ لذا يجب تجنب بعض العادات الخاطئة التي قد تزيد من خطورة الأمر، مثل:
١_ السهر المتكرر :يُمثل السهر المُتكرر وعدم الحصول على فترات كافية من النوم عاملاً أساسيًا في تدهور القدرات العقلية للصائم خلال فترة النهار؛ فإن كان لديك موعد مهم تحتاج فيه لعقل يقظ ومتقد خلال نهار رمضان؛ فاحرص على النوم لوقت كاف في الليلة السابقة، معالاستيقاظ قبل الفجر لتناول وجبة السحور؛ لإمدادك بالطاقةاللازمة خلال النهار؛ لأنها عامل مهم للحفاظ على كفاءة عقلك
٢_الاستسلام للغضب :
يُعد الاستسلام للغضب خلال الصيام،سببًا لاندفاع الأدرينالين في جسمك؛ ما يؤدي إلى ارتفاع معدل حرق الطاقة التي يُفترض بها أن تستمر معك حتى الإفطار، فضلًا عن الآثار السلبية الناجمةعن التوتر العصبي الزائد، وتشتيت تركيزك عن مهمتك الأساسية. لذا، احرص على استغلال الصيام كتجربة روحانية متكاملة في مساعدتك على التغلب على الغضب للحفاظ على يقظتك وتركيزك العقلي طوال اليوم.
فضل العشر الثانية من شهر رمضان (أيام المغفره)
مرّت العشر الأوائل من شهر رمضان كلمح البصر، إلاّ أنّ الكثيرين منّا يتساءلون: هل قمنا باغتنامها؟ فإن كانت الإجابة بلا.. فما زالت الفرصة أمامنا في العشر الثانية وهي مشهورة بأنّها عشرة المغفرة والثالثة الّتي هي عشرة العتق من النّار، دون أن ننسى أنّ في العشر
الأواخر ليلة جعلها الله سبحانه وتعالى بألف شهر وهى “ليلة القدر”.
يحتاج الصّائم إلى وقفة لمحاسبة نفسه في العشر الثّانية، حتّى يستدرك ما فاته في العشر الأوّائل، لأنّ شهر رمضان الفضيل فرصة عظيمة لترك المنكرات والابتعاد عن المحرّمات، كما أنّه فرصة لإعادة تقويم للسّلوكيات الخاطئة الّتي ترتكب ليلاً ونهارًا، وهو أيضًا فرصة للتزوّد بالخيرات والتقرّب إلى ربّ العباد سبحانه وتعالى. فعلى المسلم أن يغتنم أيّام وليالي رمضان في التقرّب إلى الله عزّ وجلّ والاستزادة من موسم الخيرات والطّاعات، وأن يكون من السّابقين إليها ومن المتنافسين فيها، قال الله عزّ وجلّ: “وفي ذلك فليَتَنَافس المُتنافِسون”، ويشكر الله تعالى أن بلّغَهُ هذه الأيّام من الشّهر الفضيل، لأنّ أناسًا أدركوا رمضان الفارط ولم يدركوا هذا الشّهر في هذا العام، بل إنّ أناسًا أدركوا بعض أيّام هذا الشّهر الكريم وباغتهم الموت ليقطع عنهم إكمال بقية الشّهر، وقد لا يدري أحدنا هل يكمل أيّام وليالي الشّهر الكريم أم لا. وعلى المسلم تجديد التّوبة إلى الله تعالى، فقد ثبت في الصّحيحين عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “لله أشدّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلّها، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثمّ قال من شدّة الفرح اللّهمّ أنت عبدي وأنّ ربُّك” أخطأ من شدّة الفرح. فكيف فرحة الله بتوبة عبده؟ تخيَّل ذلك في نفسك.
كما أنّه تنتظرك العشر الأواخر وما أدراك ما هي؟ فقد كان مولانا وسيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجتهد بالطّاعات والقُربات في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها من الأيّام، فعن أمّ المؤمنين السيّدة عَائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يَجْتَهِدُ في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”، وكان صلّى الله عليه وسلّم في العشر الأواخر يُحيي ليله ويوقظ أهله لينالوا من رحمات الله وبركاته، فقد روت السيّدة عائشة رضي الله عنها: “كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل العشر شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ”.
ولقد كان في العشر الثانية من شهر رمضان المبارك فتوحات عظيمة على المسلمين، نصر الله فيها الإسلام وأهله، وأذلّ فيها أهل الإلحاد والمشركين، وأخزى فيها المنافقين، ونصر الله الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه يوم بدر، وهي في العشر الأوسط من رمضان.
حزورة العدد