* "ألم تُحلّ القصّة بعد؟"
كان الحاج رحمه الله ذكيّاً جدّاً في اختيار الأشخاص للمهمّات. عند فكّ الحصار عن مصفى "بيجي"، أردنا فتح الطريق الأوّل هناك، والذي هو شارع بغداد–الموصل. اعترض الدواعش طريقنا لأكثر من ساعتين، حيث كانوا يتحصّنون على يميننا في منطقة "البجواري" خوفاً من إلحاق الخسائر في صفوفهم.
كان الحاج أبو مهدي موجوداً معنا. بعدما أنهى صلاته بهدوء، قال كالمعتاد: "ألم تُحلّ القصّة بعد؟"، فكان الجواب: "لا"، فقال: "نادوا لي على أبو نورس"، ذلك الرجل الشجاع، فقال له الحاج أبو مهدي: "أبو نورس، خلّصنا من هذا الموضوع أنت وجماعتك".
وفعلاً، أخذ أبو نورس عشرةً من جماعته، وبأقلّ من نصف ساعة عادوا ومعهم أسلحة الدواعش، وأعلنوا أنّ الطريق قد فُتحت!