نقش الخاتم هو (يا صاحب الزمان)
.....
كون الحچي يطلع چذب والحجي بعده بخير
نقش الخاتم هو (يا صاحب الزمان)
.....
كون الحچي يطلع چذب والحجي بعده بخير
أنا لا اريد كاميرات الاعلام تصورني .. اريد كاميرات رب العالمين تصورني"
_الشهيد القائد ابو منتظر المحمداوي
تصبحون على أميركا مدمرة وأسرائيل مبعثرة وفلسطين محرره وسوريا والعراق معمرة واليمن منتصرة بأذن الله
- بِروَّارِي
يحار محبّوه بوصفه؛ أهو القائد البطل؟ أم المجاهد الشجاع؟ أم الأب الحنون؟ أم الرجل العطوف؟ أم ملجأ المكروبين؟
كثيرةٌ هي الصفات التي اجتمعت في شخص الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس رحمه الله، الذي تعبق كلّ قصّة من قصصه بفحوى وعطرٍ خاصّين. في هذا المقال، يقصّ علينا رفيقان من رفاق الجهاد في الحشد الشعبيّ، الشيخ عشم الجبّوريّ والحاج أبو أكبر الخالدي، ذكرياتهما مع الشهيد القائد المهندس.
* "سيكرمني الله بالشهادة"
عند حديث الشيخ عشم سبهان الجبّوريّ (آمر لواء 51 في الحشد الشعبيّ) عن القائد الشهيد المهندس، تلمع عينه بالدمع، كأنّما تجول الذكريات بحنينها وشوقها في قلبه في هذه اللحظة، بين شوق الفراق والغبطة بالشهادة يتأرجح قلبه، يتمتم: "عندما وصلني نبأ استشهاده، جلست على الأرض، لم أنبس بكلمة، رغم أنّنا كنّا نتوقّع ذلك في أيّ لحظة"، وأخذ يردّد ما كان يسمعه منه دوماً: "كان يقول دائماً: في يوم من الأيّام سأستشهد، ولن يكون موتي عاديّاً، فلديّ ثقة بالله سبحانه أنّه سيكرمني بالشهادة".
أمام هذه الثقة، مَن هو القائد الشهيد أبو مهدي المهندس؟
تداعت القصص على لسان الشيخ الجبّوريّ، وهذه بعضٌ منها:
* "لا أركب سيّارة مصفّحة"
في إحدى المرّات، أردنا الذهاب بجولة تفقّديّة للمجاهدين في "الشرقاط". أحضرتُ سيّارتي المصفّحة، فتوجّه إليّ قائلاً: أنا لا أصعد في سيّارة مصفّحة، بل أريد سيّارة عاديّة، فما كان منّي إلّا أن لبّيت طلبه. عندما وصلنا إلى هناك، اتّفقنا أن نتناول العشاء في مقرّ اللواء، فما كان منه إلّا أن بدأ يعدّ العشاء بنفسه، وراح يحضّر الشطائر للمجاهدين، وكان حريصاً على أن يتناول الجميع الطعام.
* وحيداً في سيّارة "كورولّا"
كنتُ على موعدٍ لأوّل لقاء بالحاج أبو مهدي في بغداد، في نهاية الشهر الثامن من العام 2014م؛ أي بعد دخول داعش واحتلالهم مناطقَنا، كالموصل وصلاح الدين (وأنا من منطقة صلاح الدين). خطر لي أنّ الحاج أبو مهدي سيأتي بموكبٍ كبير يضمّ عشرات السيّارات، بسبب حساسيّة موقعه ومسؤوليّته، وإذ به يطلّ بسيّارة "كورولّا" وحيداً ودون حماية، فقلت في نفسي: "أين نحن منه؟". كنت حينها أوّل شخص من المذهب السنّيّ يلتحق بالحشد الشعبيّ، وكان لي الفخر أن ألتقي بهذا الرجل العظيم.