ملايين الأطفال أصبحوا خارج المدارس لحين إشعار آخر بسبب فيروس كورونا (مواقع التواصل)
"بعد تعطيل المدارس من المتوقع أن تجد الأمهات علاجا لفيروس كورونا خلال 48 ساعة"، ربما تفسر هذه الجملة الساخرة المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما تعانيه الأمهات من بقاء الأبناء طوال اليوم داخل المنزل بالتزامن مع تعطيل الدراسة بسبب انتشار هذا الفيروس.
فقد قررت العديد من الدول تعليق العام الدراسي حتى إشعار آخر، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية ضد انتشار وباء كوفيد-19.
وبسبب كورونا أصبح ملايين الأطفال خارج المدارس حتى إشعار آخر، وبعدما صنفت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا "جائحة" في 11 مارس/آذار 2020 فإن العودة إلى المدارس وعودة الحياة الطبيعية داخل البيوت ربما ستتأجلان قليلا.
روتين منزل جديد
ومنذ اللحظات الأولى لتعليق الدراسة أخذت الأمهات في تداول مشاكلهن مع بقاء الأبناء بالمنازل، وتقول إحداهن "أعاني منذ لحظة دخول البيت، الجميع يسأل عن روتين المنزل الجديد، هل مسموح استخدام الآيباد؟ هل يمكن زيادة وقت لعب البلاي ستيشن؟ هل يمكن مشاهدة فيلم عائلي مثلما نفعل في الإجازات؟".
وعلى الطرف الآخر، تقول هناء (30 عاما) -وهي أم لطفلين- إنه "منذ الساعة الأولى لتعطيل المدارس بدأت أسمع كلمات التململ والضيق والمعاناة بسبب وقت الفراغ الزائد، الجميع يسأل متى سنعود للمدارس مرة أخرى؟ إضافة إلى مشاعر الخوف التي تنتاب الأولاد في بعض اللحظات خلال اليوم، هم خائفون من الإصابة بالفيروس، ويحتاجون إلى من يطمئنهم باستمرار".
يمكنك أن تطمئن أبناءك بأن ملايين الأطفال حول العالم في نفس المركب (غيتي)
الأمهات العاملات
أما الأمهات العاملات فلديهن مشكلة مختلفة، فعلى الرغم من تعليق الدراسة فإنه لم يتم تعليق العمل، وبناء عليه فبقاء الصغار في المنزل يعد تحديا كبيرا بالنسبة لهن، من سيبقى مع الأطفال بالمنازل؟ ومن سيعتني باحتياجاتهم خلال هذا الوقت الذي كانوا يقضونه في المدرسة؟ هذا سؤال يجب عليهن وحدهن الإجابة عنه.
وتقول رشا (40 عاما) "إنه يتوجب عليها الاستمرار في الذهاب إلى العمل، كان علي وضع خطة سريعة تتناسب مع الظرف الحالي، فقد طلبت من ابنتي الكبرى أن تعتني بأخيها الصغير مقابل بعض الهدايا والحوافز المالية"، وتابعت "أتابعهم أثناء عملي من خلال التواصل معهم باستمرار كل 30 دقيقة تقريبا لأطمئن أن كل شيء على ما يرام".
أما حنان (45 عاما) -التي تعمل طبيبة وقد تم إلغاء جميع الإجازات الخاصة بالأطباء نظرا لحالة الطوارئ العالمية- فقد وضعت خطة مختلفة، حيث نسقت مع جاراتها الأمر، على أن تعتني كل واحدة بأبناء الأخرى بعض الوقت خلال اليوم، وبذلك يمكن السيطرة على الموقف حتى عودة كل واحدة من عملها.
الحبس في المنزل
والمشكلة الأخرى التي تعاني منها الأمهات هي عدم القدرة على وضع خطط بديلة لقضاء الوقت خارج المنزل.
وتقول هيام (28 عاما) -وهي أم لطفلتين- "لا أتخيل أن تجلس ابنتاي طوال اليوم في المنزل، مع عدم الخروج إلى أي مكان نظرا للتحذيرات التي يتداولها الجميع على وسائل التواصل الاجتماعي خوفا من الإصابة بالفيروس".
وتتساءل هيام "ما هي الأماكن التي يمكن أن آخذهما إليها للترفيه دون الخوف من الوجود فيها؟".
من ناحيتهم، لجأ بعض الآباء إلى حبس أبنائهم في المنزل، فلا يسمح لهم بالخروج إلا ما ندر، وهذا ما يثير حفيظة الأبناء ويصيبهم بالذعر، خاصة أنه ليس هناك أفق محدد لانتهاء الأزمة وانحسار الفيروس والقضاء على الخطر.
الروتين اليومي يساعد على الاستمرار في التركيز (غيتي)
إدارة الوقت بالمنزل
هذا ما تجيب عليه المحررة جيني أندرسون من خلال بعض الأمور البسيطة في مقال بعنوان "كيف تمنح أطفالك الاستقرار عندما يغلق كورونا المدارس؟".
1- التخطيط لروتين يومي، إذ يمكن لهذه الأنواع من الأزمات أن تجعلنا نشعر بأننا غير نشيطين أو عاجزين، ولكن الروتين يساعدنا على الاستمرار في التركيز والشعور بأننا مسيطرون على الأمر.
2- يجب على الأبناء في ظل هذه الظروف الحصول على المزيد من النوم، حيث يرتبط ذلك بتقوية المناعة وتحسين الأداء البدني والنفسي والأكاديمي.
3- يمكن أن تساعد الأشياء البسيطة مثل ارتداء ملابس المدرسة العادية أثناء القيام بالواجبات المدرسية من المنزل بدلا من البقاء في ملابس النوم في تقبل الوضع غير الطبيعي.
على الآباء المساعدة في تنظيم بعض الأنشطة مثل القراءة (مواقع التواصل)
4- ساعد الأطفال على فهم أنهم إذا كانوا سيمارسون ألعابا عبر الإنترنت لفترات طويلة من الوقت فإنهم بحاجة إلى فترات راحة للتنقل والتحدث مع الأخوة والقيام بأنشطة يدوية وحركية.
5- التواصل الاجتماعي أمر بالغ الأهمية، حيث يجب على الآباء التفكير بشكل إبداعي لمساعدة الأطفال على استثمار الوقت والمساحة للاتصال والتواصل مع الأصدقاء والجيران، على أن يكون ذلك بالشكل الآمن في الوقت الحالي.
6- التواصل مع الأصدقاء عبر الإنترنت، فلا يحتاج الأطفال الأكبر سنا إلى المساعدة في تعلم كيفية العثور على أصدقاء عبر الإنترنت، ولكن قد يحتاج الأطفال الأصغر سنا.
7- على الآباء المساعدة في تنظيم بعض الأنشطة الافتراضية مثل ناد للكتاب مع الأصدقاء، أو مشاهدة فيلم وثائقي واحد، على أن يقوم كل شخص بعمل عرض له.
8- إقامة يوم رياضي افتراضي، كمحاولة لمساعدة الطلاب على البقاء نشيطين، وأيضا لتعزيز الشعور بالمجتمع.
9- اطلب من الأطفال الطهي والابتكار في تحضير وصفاتهم، على أن يكون ذلك تحت إشرافك بالطبع إن كانوا صغارا.
10- تأكد من أنهم يعرفون أنهم ليسوا وحدهم، قد لا يحب الأطفال وضعهم الجديد، لكن يمكنك أن تطمئنهم بأن ملايين الأطفال حول العالم في نفس المركب، وأكد لهم أيضا أنك موجود لدعمهم.