من المعروف أن الخرف هو مصطلح شامل يستخدم لوصف مجموعة من الأعراض التي تتميز بالتغيرات السلوكية والتدهور التدريجي للقدرات المعرفية والاجتماعية.
ورغم الدراسات الكثيرة، لم تعرف تماماً أسباب هذا المرض، إلا أن دراسات جديدة تطل علينا بين الحين والآخر حوله.
والجديد اليوم من بريطانيا، فقد أفادت أبحاث جديدة بأنه يمكن أن تساعد الأعمال المنزلية البسيطة في منع الإصابة بالخرف من خلال زيادة حجم الدماغ، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
فقد توصل علماء كنديون إلى أن كبار السن، الذين أمضوا وقتاً أطول في الأعمال المنزلية، أظهروا حجماً أكبر للدماغ، وأكدت أن ذلك يعد مؤشراً قوياً على الصحة الإدراكية.
تمرين للعقل
كما أضافت أنه يمكن لهذه الأنشطة، كالتنظيف والترتيب والطهي أو الأعمال المنزلية الشاقة والبسيطة، أن تمنح العقل البشري تمرينًا وتحول دون الإصابة بحالات الخرف مع التقدم في العمر.
وتابعت أن هناك الكثير من الأدلة على أن النشاط البدني الترفيهي يؤثر على صحة الدماغ، إلا أن تأثيرات الأنشطة اليومية المعتادة، مثل التنظيف، لم تُفهم حتى الآن.
ووفقاً للباحثين، فإن تسليط الضوء على فوائد الأعمال المنزلية يثمر في تحفيز كبار السن على أن يكونوا أكثر نشاطاً من خلال توفير شكل أكثر واقعية من النشاط البدني منخفض المخاطر.
الأولى من نوعها
كما كشف الباحث نواه كوبلينسكي من معهد روتمان للأبحاث RRI في تورنتو الكندية، أن العلماء يدركون بالفعل أن التمارين الرياضية لها تأثير إيجابي على الدماغ، إلا أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها التي تُظهر أن الأمر نفسه ربما يكون صحيحاً بالنسبة للأعمال المنزلية أيضًا.
وقال كوبلينسكي: "إن فهم كيفية مساهمة الأشكال المختلفة من النشاط البدني في صحة الدماغ أمر بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات للحد من مخاطر التدهور المعرفي والخرف لدى كبار السن".
إلى ذلك، أرجحوا 3 تفسيرات لفوائد الدماغ للنشاط البدني المنزلي، أولها يرتبط بصحة القلب التي لها ارتباطاً وثيقاً بصحة الدماغ، ويمكن أن يكون للأعمال المنزلية تأثير مماثل على القلب والأوعية الدموية مثل التمارين الرياضية منخفضة الكثافة.
فيما من الممكن أن يؤدي التخطيط والتنظيم في الأعمال المنزلية إلى تعزيز تكوين اتصالات عصبية جديدة في الدماغ بمرور الوقت، حتى مع التقدم في العمر، كما يمكن أن يكون كبار السن الذين شاركوا في المزيد من الأعمال المنزلية قد أمضوا أوقات أقل في حالة كسل، وهي التي ثبت ارتباطها بالنتائج الصحية السلبية، التي تشمل ضعف صحة الدماغ.
مزيد من التجارب
وكخطوة تالية، يرغب الباحثون في تقييم النشاط البدني المنزلي بشكل أكثر موضوعية باستخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء، حيث سيمكنهم أيضًا التخطيط لتجارب مضبوطة بهدف زيادة النشاط المنزلي للأفراد ودراسة التغيرات الدماغية بمرور الوقت.
كما أشاروا إلى أن مرض الزهايمر والخرف المرتبط به يتصدرون أكثر الحالات الطبية انتشارا وتكلفة في العالم، كما تعتبر منظمة الصحة العالمية WHO الوقاية من هذه الاضطرابات وعلاجها من أولويات الصحة العامة.
فوفقًا لإحصائيات WHO، يعاني حوالي 50 مليون شخص من الخرف، وهناك ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة كل عام على الصعيد العالمي.