كنت في الثامنة من عمري تحديدا و في صف الثاني الابتدائي والجو بارد والدنيا ليل والسماء تمطر والكهرباء انقطعت فطرق الباب قمت لفتح الباب منعتني امي من ذلك فقامت هي لفتح الباب .
قالت امي منو :-تم رد عليها اني ابو احمد (جارنا)
قالت امي: اهلا ابو احمد فتحت الباب
امي :شلونك
ابو احمد: الحمد لله زينين
امي: ها ابواحمد شعندك هل لليل والدنيا تمطر شجابك؟
ابو احمد: والله ماعرف شكول الج
امي: احجي مو وكعت كلبي
والله الامريكان اعتقلوا ابو حمزة
امي: صرخت بعلوا صوتها يبووو وتبجي
ابو احمد :ان شاءالله ماكو شي اشتباه.
ابي تم اعتقاله بتهمة الارهاب في سنة 2005وكان ابي لديه من الاطفال حمزة عمرة 14سنة
مريم 10سنوات واني اية عمر 8سنوات
بعد مرور ايام صعبة علينا
بسبب الاوضاع في منطقتنا والحياة الاقتصادية الصعبة وانتشار الارهاب في منطقتنا ، واختفى اخبار ابي وعدم سماع اي خبر عنه.
امي كانت صغير بالسن عمرها لايتجاوز 30 سنة
بدا يحوم حولها الارهابين ويضغطون عليها التحقيق رغباتهم وكانت تمنعهم عن ذلك
الارهابيون هم انفسهم اصدقاء ابي الذين كانوا يجالسونة ويتسامرون معه .
وبعد مرور 3اشهر على اعتقال ابي وعدم سماع اي شئ عنه لان السؤال كان ممنوعا .
وفي منتصف النهار واصوات اطلاق النار تعلو في الشارع دق الباب بصوت عالٍ وضربة بقوة ، صاحت امي علينا وخافت كثيرا وقالت اختلوا!، اني اختلت تحت سرير امي.
وفي هذه الاثناء دخلوا الارهابين الى البيت حاول احدهم اغتصاب امي قامت بضربة للدفاع عن نفسها ، وقام اخي بالتشاجر معهم وقتلوه وقامت اختي برمي اغراض لبيت عليهم فقتلوها ايضا، وبعدها قتلوا امي وخرجوا من البيت ، وكنت انظر لهم كيف قتلوا اخي واختي وامي وكنت ارتجف خوفا ومرتعبة منهم.
وبعد مرور ساعة حاولت الخروج من البيت واناخائفه اركض بين الازقة واتعثر
حتى ركبت سيارة اصعد وانزل حتى وصلت الى الكاظمية في منتصف اليل ابكي وارجف من البرد جلست امام باب الامام ابكي خوفا واذا بأمراءة كبيرة السن تعدتني بخطوتنين ثم رجعت
وسالتني شبيج تبجن ؟
كانت تعتقد اني اكدي انطنتي الف ماقبلت !
كالت: بيبي شبيج تبجين متيهة ؟!
وين اهلج؟
واني بس ابجي كعدت العجوز يمي حظنتي
بيبي شبيج وكعتي كلبي ؟
كلتها :كتلوا امي واخوي واختي
ردت عليه منو كتلهم؟
اصدقاء ابي !
وابوج وينه ؟
بالسجن !
حظنتني المراة اخذتني الى بيتها
دخلتني الحمام. وضعت لي الطعام قالت لاتبجن اعتبرني اني امج
كانت المرأة لديها فقط ابن وحيد يعيش معها في البيت وعمرها 11سنة لديها بنت متزوجه وابن شهيد على يد الارهاب في نفجار الشورجة .
وقد اصبت بمرض نفسي كلما وضعت راسي على الوسادة تحلمت بالدماء والقتل والإرهابيون يطاردونني حتى اصبح عمري 14 سنة وقد شفيت مع العلاج والاعتناء من قبل المراة.
مرت الايام اعتنت بي المراة كانما ابنتها التي لم تشعرني يوم باني غريبه عنها حتى تزوجه ابنها وكان عمره 17سنة من بنت جارتهم .
ومع مرور الوقت قامت زوجته تحاربني و تغار مني ولاتعلم ان زوجها هو اخي واكثر من الاخ
تمرضت ام اخي وتوفت بسكتة قلبية
وبعد موتها شعرت بالغربة بدأت زوجة اخي تحاربيني وتطعن في شرفي ، وفي كل يوم تسمعني كلام غير لائق حتى كرهت نفسي وخرجت من البيت صباحا عندما كان اخي في العمل ، وهو لايعلم ماذا فعلت زوجته لي وعندما يعلم بخروجي فسيقوم بالبحث عني لانه كان يحبني اكثر من اخته.
وذهبت نفس المكان الذي وقفت فيه عندما كنت طفلة وتذكرت تلك الايام مؤلمة ،
فدخلت الى صحن الامام حتى غروب الشمس خرجت وجلست في نفس المكان وصرت وابكي بصوت مرتفع حتى جاءت امراة وسالتنني
شبيج تبجين؟ محتاج شي ؟
وكان الحكاية عادت نفسها وبنفس الاحداث التي مرت علي في المرة الاولى
وقلت الحمدلله ارسل الله لي مرة اخر فحدثتها عن قصتي فبكت المراة واصطحبتني الى بيتها.
وبعد فترة قصيرة علمت ان هذه المراة تعمل في امور الدعارة وطلبت مني اعمل في كوفي ومتنعت عن ذلك ولكن مع الضغط علي من قبل المراة وافقت على العمل .
واصرت اعمل في الكوفي في احد مناطق بغداد وكنت جميلة جدا وجسمي رشيق وكان الشباب يحوموا حولي والجميع يعرض عليها مبالغ مالية لغرض شراء جسمي بالحديث معي مباشرتنا او مع صاحب المقهى. ورفضة ، ولكن استمرت ضغوط حولي، حتى تعرفت على احد العاملين في المقهى وكان صاحب جسم جميل وكان معجب به وانا ابادرة نفس الشعور لكنه كان كثير شرب للخمر والمخدرات.
طلب يدي من المرأة التي،اوتني في بيتها وقبلت بعد ما اعقد صفقة تجارية معها ولكن لاعلم تفاصيلها .
تزوجت منه وكان عمري 19سنة
واستمرت حياتي مع زوجي على رغم المشاكل المستمرة وبسبب شرب الخمر والمخدرات ولكن كان يحبني.
اشتريت موبايل و نصبت برنامج فيس بوك بدون علم زوجي اتصفح به و اشاهد صفحات الملابس و مقاطع الفديو وفي يوم ما خطر في بالي ان ابحث عن منطقتي واكتب في الفيس اهل منطقة الاغصان ظهر امامي اكثر من صفحة واشتركت في صفحة التي تحتوي اكثر عدد من المعجبيبن ، واتابع اخبار المنطقة واعلق مع مرور الوقت .
شاهدت منشور لأحد اشخاص يشبه ابي واسمه اسم ابي (محمد حميد) دق قلبي وارتجف وجسمي لا علم خوفا او شوقا رميت الموبايل من الخوف و ذهبت الى السرير ابكي فدخل علي زوجي وسالني، شبيج تبجني؟
قلت لو ماكو شي،
ضل يلح قلت له تذكرت اهلي وبكيت
فوضع راسي على صدره لم اخبره رأيت ابي لانه لايعلم عند فيس لان مايقبل اشترك في مواقع التواصل الاجتماعي!
عندما خرج الى الكوفي دخلت مرة اخرى الى الفيس لا شاهد المنشور تمعنت كثيرا في صورة تأكدت انه ابي
ارسلت له رسالة
قلت له اريد رقمك ولم اخبره اني بنته
بعد يوم رد علي من انتِ اذهبي انا لست مراهق انا رجل متزوج
انصدمت بزواجة لم ارد عليه
فذهبت الى زيارة الامام الكاظم (ع) ابكي كثيرا وتذكرت امي اخوتي.
بعدها رجعت الى البيت رسلت له رسالة اخرى و قلت اريد رقمك ضروري لحاجتي لماسه اليك ارسل رقمه لي.
بعد مرور يومين قلت الزوجي سوف اذهب للسوك قال اذهب معك قلت لا اني اروح وارجع بسرعة، ركبت تكسي وذهبت المدينة الاغصان وكان كل شي في المدينة قد تغيير ولم يعد على سايق عهدة.
تواعدات مع ابي كان الموعد قرب محكمة كنت افكر في الطريق ماذا اقول لابي
وهل يقتنع بذلك! .
وكنت ارتجف في السيارة شوقا اليه ولاعلم ماهو موقفه عندما اخبره انا ابنتك ! هل يعرفني اما لا؟! .
وبعد ساعة بسبب الازحام وصلت الى مكان الذي تواعدت فيه معه وعندما وصلت شاهدت ابي من بعيد لابس دشداشه بيضه ولحتيه مختلطة بين البياض والاسود وطويله.
فنظرت اليه وركضت نحوه وانا اصرخ بعلو صوتي ابي ابي..... وحظنته بقوة ، وهو حظنني ولايعرف من انا لكنه شعر بي باني ابنته فحظنني وبكي فقلت له : ابي انا ابنتك ايه،
فصرخ انتي ايه؟ لالا! صدوك انتِ عايشة؟!
ايه عايشة
لا يالله! الحمدلله .
وبقى يبكي واخذني معه للبيت ورحبت بي زوجته (ام غصون) لكنها لم تعرف من انا فقال لها ابي ام غصون تعالي شوفي بنتي ايه عايشة!
اجت زوجة وضلت تباوع وقالت ياهلا والف هلا.
كعدت وي ابي واريد احجي ماخلاني بس يباوع ويبكي واني ابكي بعد مرور نص ساعة قلت ابي لازم ارجع البيت
كال وين صدوك تحجين ماكو رجعة ماصدكت شفتج وطعلتيلي عايشة!
وراح ابي وجاب ذبيحه صاح بالمنطقة بنتي اية عايشة !
اجت الناس تباوع عليه باستغراب
في هذة اللحظة زوجي يدك عليه واني ماكدر افتح خط لان البيت هوسه ومخبوصة وبنتي خليته يم جيرانه وكان عمرها سنتين
بعد ما ذهب الناس قلت لاابي لازم اروح لان بنتي يم جيرانة وزوجي يدك عليه كال يله امشي اني اويج
فذهبت مع ابي للبيت بعد فرق 14سنة بيني وبين ابي التقيت به ، وانا في السيارة انظر اليه واتامل بملامح وجهه التي تغييرت وكنت فرحتي لاتوصف ونسيت كل شئ في هذه الساعات و اتامل فقط بوجه ابي و وجودة معي.
في هذا للحظة دق زوجي فتحت الخط وقد صرخ بي وينج واني اضحك قلت انتظر لاتروح للشغل عندي لك مفاجاة !
وصلت البيت حظنت زوجي من كد مافرحانه
قال منو هذا ؟
قلت ابي
صفن واستغرب وضحك
شنو ضحكين عليه ابوج مو مفقود؟!
اي
شنو اي دوختني منو هذا؟
قلت والله ابوي شبيك طلع عايش
احجيت لي القصه
في هذا اللحظة كال ابي لزوج يله تعالوا وياي للبيت ، رحت جبت بتي من جيرانه ورحنا وياه للبيت وبتنه هناك وفي يوم التالي كعدنة على ريوك واني اباوع على بيت فسالت ابي هذا منين لك هذا البيت مو الارهاب فلشوا بيتنه ؟!
كال احجيلي انتِ شلون بقيتي عايشة من دون امج واخوانج؟
فسردت له القصة ولكن لم اخبره ان اصدقاء هم من قتلوا امي واخوتي وخبرت زوجي في الليل لاتقول له من قتل اهلك هم اصدقاءك
فستغرب زوجي ساليني ليش؟
قلت : اخاف على ابي لانهم صاروا كبار في الدولة!.
وفي اثناء سردي للقصة ماتحمل ابي وطلع برة يبكي ويشتم هواء ورجع .
فسرد لي كيف تم عتقاله
قال تم استهدف قوات الامريكية ار بي جي سفن واطلاق النار عليهم وحدثت اشتباكات قوية بين الامريكان والقوات المسلحة وصورلي الخوف الذي اعتراهم وكيف كانوا خافين ومنبطحين على الشارع عند انتهاء الاشتباك تم اعتقال اغلب الواقفين وهو منهم .
قال تم نقلينا الى القاعدة واجراء التحقيق معنا فقد خرج الجميع الا انا كانوا مشتبهن في اسمي وكان شخص مطلوب الامريكان اسمه احمد حميد وكأسمي بعد التحقيق واستخدام وسائل التعذيب النفسي تم خروجي من السجن بعد ما مضيت في السجن 7شهور
عندما خرجت من سجن جئت لبيت رايت بيتي كبيوت الاشباح واصبح مقر للنفايات و الاوساخ
وكانت المنطقة محاصرة برجال مسلحين وملثمين
احد المسلحين كان يعرفني وصديقي
قال ابو حمزة الحمدلله على سلامتك
قلت شكرا وين اهلي شصاير بالمنطقة؟
كال تعال وياي للبيت واحجيلك ذهبت معه الى البيت قلت له احجيلي بسرعة وين عائلتي شصار بيهم قال قامت لقوات القذره والامريكان بمدهمة بيتك وقتل جميع عائلتك فبكيت وصرخت باعلى صوتي، وقال لي اصبر ان الله مع الصابرين فبقيت عند صديقي ثلاثة ايام واخذ يكلمني عن الانتماء معهم لاخذ حقي من الامريكان والانتقام منهم ، بدون تفكير قلت نعم سوف انتمى معكم.
وشاركت في عمليات ضد الامريكان بعد ومرور وقت طلبوا مني عملية ضد الشرطة الاتحادية فرفضت ذلك. فقاموا بتهديدي
فهربت منهم
وبعد تحسن الوضع رجعت الي منطقتي روجت معاملة تعويض ضحية الارهاب
بشهود من اهل مناطق بعدها علمت اني اهلي قتلوهم الارهاب وليس الامريكان
تم تعويضي انتي حاليا متوفية عند دولة
فقال زوجي :
اني مزوج بنتك عقد سيد لان ماعندها جنسية!
اية : اني عادي بس بنتي شنو ذنبها!
لازم اسويلها جنسية واني ماعند عقد محكمة
فذهب ابي الى المحكمة واعادة فتح الدعوة واحالة الدعوة من محكمة الى المركز وطلب القاضي danل اثبات نسبي اليه.
وكانت المعاملة معقدة ومطولة واخذت شهور لاثبات النسب ، بعد مرور شهور اثبات النسب واصبحت لدية جنسية وعقد بالمحكمة وجنسية لبنتي .
و اما الارهابيون الذين قتلوا عائلتي فهم اعلى مناصب في الدولة العراقية الان وهم انفسهم اصدقاء ابي الذي لايعلم لحد الان انهم من قتلوا امي واخوتي.
كنت انا ضحية الارهاب فقدت حنان الاب والام وحرمت من التعليم ، ولكن تعلمت ان الحياة عبارة عن محطات وكل محطة هي مدرسة يجب علينا ان نتعلم منها ومانعتقده شر لنا هو خير . .
عندما كنت في بيت المرأة العجوز قلت ان العراق بخير وان المجتمع العراقي مجتمع غيور وصاحب نخوة وقلت الذين قتلوا امي واختي ليسوا عراقيين و من خلال هذا البيت تعلمت الاخلاق الحميدة والعفة وتعلمت حنان الام الذي حرمت منه بسسب الارهاب والغيرة خرجت من هذا البيت الى بيتٍ اخر والعالم آخر يختلف جذريا عن البيت الذي تربيت فيه.
بسسب غيرة هذه المراة دخلت العالم القذر وتفاجئت كثيرا حتى شعرت فرق
مابين البيتن بيت العفة وبيت الارذيله، ولكن تعلمت من هذا البيت ان اكون قوية صلبة وعرفت حقائق اخرى عن المجتمع و عرفت كيف يشترون البنات وعرفت السماسرة ينتشرون في الشورع لصيد النساء مثل حالي والهاربت من المحافظات حتى يجعلوا منهن سلعة رخيصه وعرضها للبيع وكيف يصداودن الشباب من خلالهن ويعلموهم شرب المخدرات وادمان عليه حتى يستخدموهم الاغراض اخرى .
من خلال هذا العالم عرفت ان ابي خرج من السجن وعرفت ان الحياة تسير عكس مايشتهي الانسان وان الاعلام هو من يصور لنا حياة غير حياة في الواقع
ان الذين قتلوا ابي يظهرون في الاعلام يتحدثون عن الانسانية وحقوق الناس!
والذي اعطى مبلغ 30 ورقة لصاحب المقهي للمتاجرة باعراض النساء يظهر في التلفاز ويتحدث عن الاخلاق والعفة!.
ان مسيرة حياتك بيد الله لاتشتكي منها ولكن تعلم منها وماتعقد شر لك فهو خير عند الله لاتعلم بهذا الخير الا مع مرور الوقت واعلم ان الحقائق متعددة ولاتوجد حقيقة واحدة .