حلول لمن يعاني من الصداع في نهار رمضان - iStock
إذا كنت تعاني من الصداع في نهار رمضان، خصوصاً في أيام الصيام الأولى، فهذا أمر طبيعي بسبب تغيُّر مواعيد الأكل والنوم وانقطاع أطعمة ومشروبات معينة تعتاد عليها، لكنه أمر مزعج أيضاً يصعّب من الصيام ويستدعي حلاً.
لماذا تعاني من الصداع في نهار رمضان؟
لأننا نغير جدول نومنا وطعامنا في هذا الشهر، غالباً ما يحدث الصداع في نهار رمضان، كما أشار الطبيب المصري أحمد كامل، أستاذ مساعد جراحة المخ والأعصاب بمستشفى قصر العيني، إذ قال لموقع "الكونسلتو" الطبي، إن الصداع في أيام رمضان الأولى يرجع لعدة أسباب، بينها التغيرات في مواعيد النوم، إذ ينام كثيرون بعد صلاة الفجر ولا يأخذون قسطاً كافياً من الراحة أثناء الليل.
بالإضافة إلى التغيرات في مواعيد الوجبات، مع انخفاض كمية السكر التي يحتاجها الجسم لتنشيط الدورة الدموية، وتغير مواعيد الأدوية لمن يتناولها، خصوصاً أدوية الضغط والسكر، وبالنسبة لمدمني الكافيين فإن عدم تناول جرعات الشاي والقهوة المعتادة يومياً في الصباح قد يسبب الصداع أيضاً، وكذلك للمدخنين، إذ تسبب قلة النيكوتين الشعور بالصداع الشديد.
أشار الطبيب كامل أيضاً إلى عوامل أخرى تُسبب شعور الصداع في نهار رمضان، مثل تناول الإفطار دفعة واحدة، إذ يتسبب هذا في ارتفاع نسبة الأنسولين، وينخفض حينها مستوى السكر في الدم.
كيف تتخلص من الصداع في نهار رمضان؟
ينصح الأطباء بتأخير وجبة السحور ما أمكن، لتخزين كمية كبيرة من الطاقة للعمل والحركة في النهار، لكنهم أيضاً ينصحون بتقليل كمية وجبة السحور وعدم ملء البطن، لأن هذا سيسبب صداعاً فورياً.
أيضاً ينصح بتناول أطعمة مليئة بالنشويات، التي تساعد الجسم على تخزين السكر لاستخدامه أثناء الصيام. كما يساعد تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم في تنظيم نسبة السكر في الدم، ونقل رسائل الأعصاب إلى المخ.
جنباً إلى جنب مع نصيحة شرب الماء والسوائل بكميات كافية، للتقليل من أعراض الجفاف التي تسبب الصداع، حتى إن الجفاف قد يكون سبباً في الصداع النصفي، إذ أظهرت دراسة أمريكية أن الصداع هو أحد أكثر أعراض الجفاف شيوعاً، وذلك بعد دراسة أجريت على 393 شخصاً، تبين فيها أن 40% من المشاركين عانوا من صداع نتيجة الجفاف.
كما أظهرت بعض الدراسات أن شرب الماء يمكن أن يساعد في تخفيف الصداع لدى أولئك الذين يعانون من الصداع المتكرر، ففي دراسة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد الأمريكية على 102 رجل شربوا 1.5 لتر من الماء يومياً، أثبتت أنه يؤدي إلى تحسينات كبيرة في مقياس جودة الحياة الخاص بالصداع النصفي.
أيضاً يساعد الحصول على قسط كافٍ من النوم على عدم الإصابة بالصداع، ويمكن محاربة ألم الرأس أيضاً بالحصول على بضع ساعات من الراحة أثناء اعتصار هذا الألم للرأس، أن يساعد في تخفيف شعور الصداع في حينها، ما دام يصعب عليك تناول مسكنات طبيعية أو أدوية مع الصيام.
كذلك يساعد تدليك فروة الرأس لعدة دقائق في تنشيط الدورة الدموية وتدفق الدم إلى الرأس، ما يقلل من حدة ألم الصداع. أيضاً يمكن لغسل الرأس بالماء البارد تقليل التهاب الصداع وتضييق الأوعية الدموية، ما يقلل من حدة الصداع، لكن في حال كان الصداع ناتجاً عن شد عضلي في الرقبة أو الكتف فإن الماء الدافئ سيكون الحل الأفضل، لضمان استرخاء العضلات والأعصاب، وفقاً للطبيب كامل.
أما في حال كانت حدة الصداع شديدة، فقد نصحت الدكتورة همسة بارافي الحاصلة على ماجستير الأمراض الداخلية العصيبة، بتناول أدوية الصداع (غير الستيرويدية) مثل البنادول، بعد السحور أو الإفطار، أو يُمكن اللجوء لإبر العضل المسكنة، وهي غير مفطرة.
كذلك يساهم تجنب الشمس والحرارة والإجهاد في تقليل فرص الإصابة بالصداع، والأمر ذاته ينطبق على عوامل القلق والتوتر. أما من يشربون الكافيين أو يدخنون باستمرار فتنصحهم الطبيبة همسة بتقليل مرات شربهم إياهما في الفترة بين الإفطار والسحور لتقليل اعتياد الجسم عليها.