جزيرة "سانتوريني" اليونانية الشهيرة.. ما الذي حدث عندما توقفت هذه "الآلة" السياحية بسبب فيروس كورونا؟

عندما توجه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى جزيرة "سانتوريني" في وقت سابق من هذا الشهر لإعلان إعادة افتتاح السياحة في بلاده، كان هناك سبب وجيه وراء ذلك.وعندما تبدأ الشمس في الاختباء وراء حافة البركان الخامد بالجزيرة، يُصبح لديك فرصة لتوثيق أحد أجمل الصور، وأكثرها رومانسيةً في العالم.

ولذلك، تُعد الجزيرة أكثر جزيرة يتم زيارتها في اليونان، فهي تستقبل مليوني سائح سنوياً.






أصبحت جزيرة "سانتوريني" اليونانية مهجورة خلال جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".وسترحب الجزيرة بالزوار الدوليين عبر الرحلات الجوية مجدداً في 1 يوليو/تموز، ولكن سيكون عددهم أقل بكثير من قبل بسبب فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
ورغم أن ذلك يعني وقتاً عصيباً لبعض الأعمال التجارية، إلا أن بعض سكان الجزيرة يشعرون بالحماس لاحتمال بدء حقبة جديدة يمكن أن يزدهر فيها جمال الجزيرة دون أن تتحول إلى "آلة تُنتج المال فحسب".


ضربة مزدوجة



توجه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى جزيرة "سانتوريني" في وقت سابق من هذا الشهر لإعلان إعادة افتتاح السياحة في بلاده.
وأدت عملية الإغلاق في جزيرة "سانتوريني" إلى ضربة مزدوجة، إذ بدأت الجزيرة مؤخراً في فتح فنادقها ومطاعمها على مدار العام.
وخلال فترة العزل الإجباري، سُمح لسكان "سانتوريني" فقط بالتواجد على الجزيرة، وكان على الضيوف العودة إلى البر الرئيسي.



أصبحت الشوارع الضيقة لجزيرة "سانتوريني" خالية خلال عملية الإغلاق الناتجة عن جائحة "كوفيد-19".
وكانت لهذه العملية الصارمة نتائج إيجابية، فلم يتم تشخيص أي شخص بالجزيرة بالفيروس.
وقال المدير العام لفندق "Andronis Suites" بالجزيرة، جورج فيليبيديس: "نتوقع نسبة 15% من الزوار مقارنةً بالأعوام السابقة".


"وقت غريب"



يرى بعض الأشخاص أن عملية الإغلاق أفادت الجزيرة.
وإلى جانب السياحة، يعتمد اقتصاد جزيرة "سانتوريني" على كروم العنب فيها أيضاً.
وتُصدر الجزيرة نبيذ "سانتوريني" الفريد من نوعه إلى جميع أنحاء العالم، ومعظم كروم العنب في الجزيرة، التي يبلغ عددها 18، مفتوحة للزوار.



تُعد عودة السفن السياحية التي تحمل ما يصل إلى 3 آلاف شخص أمراً غير متوقع في عام 2020
وقال مدير مصنع "Venetsanos" للنبيذ، بيتروس فامفاكوسيس: "ننتج عادةً 50 ألف زجاجة في العام، ولكننا نعتمد على الصادرات، وهي تقترب من الصفر في الوقت الحالي. وأبلغنا الموزع الخاص بنا في أمريكا أنه مع بقاء المطاعم مغلقة في الولايات المتحدة، لا يوجد سوق لنبيذ سانتوريني في أمريكا".



تبقى السياحة مهمة للجزيرة، إذ يأتي 90% من دخلها من الزوار.
ومثل العديد من مصانع النبيذ، تمكن مصنع "Venetsanos من كسب الدخل خلال الأزمة عبر ترتيب جولات في المصنع، وجولات لتذوق النبيذ.
وقال فامفاكوسيس: "نحن نعيش في وقت غريب"، وشرح قائلاً: "كل شيء على الجزيرة يذكرني بالشتاء. والعديد من المطاعم، والمقاهي، والفنادق مغلقة. إنه الصيف الآن، ومن الغريب جداً أن تكون سانتوريني هادئة ووحيدة للغاية".
إيقاف "الآلة"



سترحب الجزيرة بالزوار الدوليين عبر الرحلات الجوية مجدداً في 1 يوليو/تموز.وقال فامفاكوسيس إنه يشعر بالتفاؤل إن الأوقات المزدحمة ستعود، ولكنه يعتقد أن الانتكاس القسري سيساهم في إعادة تقييم مستقبل الجزيرة، مشيراً إلى أن عملية الإغلاق "أوقفت الآلة التي أنتجت المال فحسب، ولم تهتم بالبيئة".

وأكد فامفاكوسيس أن الوقت الحالي هو مناسب للتفكير فيما حصل خطأ بسانتوريني، وقال: "لدينا الحق في الحماية، ولكن، ليس لدينا الحق في التدمير".

ميزة لشهر العسل

ويمكن لميزة الخصوصية التي جعلت جزيرة "سانتوريني" ناجحة جداً كوجهة لقضاء شهر العسل أن تعمل لصالح الجزيرة.وقال فيليبيديس: "بدلاً من الفنادق الضخمة ذات المساحات العامة الضخمة، فإن لمعظم أجنحة سانتوريني مداخل خاصة، وشرفات مضاءة بأشعة الشمس ذات مسبح أو حوض جاكوزي خاص يتم تنظيفه وتطهيره بالكلور يومياً".

وتُقدم وجبات الإفطار في غرفة كل شخص بدلاً من صالة منطقة خاصة للطعام، ويُعد هذا الأمر مثالياً للضيوف الذين يرغبون في الشعور بالأمان، بحسب ما قاله فيليبيديس.