النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

العراق.. من جمهورية الخوف إلى جمهورية الفوضى

الزوار من محركات البحث: 24 المشاهدات : 266 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    سمراء تعشق لها القمر
    غشيمه الابـره ياخي
    تاريخ التسجيل: December-2020
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 9,374 المواضيع: 303
    التقييم: 16091
    مزاجي: ريلاكس:::متقلب
    موبايلي: j7
    مقالات المدونة: 2

    العراق.. من جمهورية الخوف إلى جمهورية الفوضى إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع

    يعترض الكثير على نقدنا لتردّي الأوضاع السياسية والاقتصادية في العراق، والتي باتت هي الموضوع الأساس في ما نكتبه من مقالات وما ندوّنه في صفحاتنا الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي وعبر صفحاتنا الشخصية. وقد يكون ذلك الاعتراض منطقياً، إذا نظرنا له مِن زاوية البقاء ضمن دائرة تشخيص الأخطاء.
    لكنّي أعتقد بأن النخب الأكاديمية والثقافية في العراق أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية، فبعد ثمانية عشر عاماً على تغيير النظام السياسي في العراق والانتقال من الدكتاتورية إلى تبني الديمقراطية يحتاج من هذه النخب محاكمة تاريخية لتجربة التحوّل، لأنَّ الطبقة السياسية باتت محترفة بتزوير التاريخ عبر مواقفها المتناقضة مع خطابها وتنكّرها إلى ايديولوجيتها التي كانت ولا تزال تحمل الأحزاب السياسية عناوينها، وكذلك تبريراتها التي تحاول التنصّل من مسؤولية الخراب وضياع فرصة بناء دولة المؤسسات الديمقراطية.

    ولَعلّي أستحضر هنا كتاب (جمهورية الخوف) للأستاذ كنعان مكّية وكيفية عمله على توثيق نمطية إدارة الدولة الدكتاتورية لمنظومة العنف والإرهاب، إذ كان شاهداً على حقبة ملأى بالألم والمآسي من تاريخ العراق المعاصر. يقول مكيّة في مقدمة كتابه: "إنَّ الخوف، لم يكن أمراً ثانوياً أو عَرَضياً، مثلما في أغلب الدول "العادية"، بل أصبح الخوف جزءاً تكوينياً من مكونات الأمّة العراقية". وبسبب ممارسات العنف من القتل والتهجير "كان يغرس في كلّ من الضحية والجلّاد القيم ذاتها التي يعيش ويحكم من خلالها. فعلى مدار ربع قرن من الزمان، جرت عمليات إرساء الحكم على مبادئ من عدم الثقة، والشك، والتآمرية، والخيانة التي لم تترك بدورها أحداً إلا وأصابته بعدواها."

    ويبدو أن تبادل الأدوار بين الضحيّة والجلّاد جعلتنا ندور في حلقات الفوضى، إذ بدلاً من أن يكون لدينا نظام حكم ديمقراطي، ركزت الطبقية السياسية على ترسيخ حكم الأوليغارشيات التي تستمدّ رمزية زعامتها من الانتماءات ما قبل الدولة: الدين، الطائفة، القوميّة، القبيلة. وبالنتيجة ثمانية عشر عاماً تراكمت فيها السياسات الفوضوية والتي أصبحت هي المنظومة التي تحكم العمل السياسي، أي أن محاولة الخروج من دوائرها باتت بمثابة التمرّد على النظام السياسي!

    لذلك نجد الكثير من زعماء الطبقة السياسية يجاهرون بالاعتراف بفشل النظام السياسي وعجزه عن القيام بالوظائف التي يرجوها المواطن. ولكن عندما تخرج حركات احتجاج شبابية تطالب بتحقيق الإصلاح، تواجَه بالبطشِ والقوّة، وتتعرَّض لحملة اعتقالات، وتصفية جسدية. ومن دلالات جمهورية الفوضى أن تتبادل الأدوار بين القوات الأمنيّة الرسمية وبين جماعات قوى اللادولة في مواجهة التظاهرات!

    مرَّ العراق بكل الأعراض المرضية التي تكون ناتجة عن تغير الأنظمة الشمولية، من حرب أهلية، ومواجهة جماعات متمرّدة ورافضة التغيّر السياسي، وبروز زعماء وأمراء الحروب، وظهور المافيات. لكنْ أن تؤسس الفوضى لأعراف وممارسات سياسية فهذه هي الكارثة الحقيقة التي حلَّت بالبلادِ والعباد! إذ رغم إجراء انتخابات كلّ أربع سنوات، إلا أن هذه الانتخابات لا يمكنها أن تتنج حكومة إلا بعد توافق أمراء الطوائف السياسية، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل لن تتم الموافقة على الحكومة إلا بحضورٍ وتدخلٍ خارجي!

    في جمهورية الفوضى، لا تكون الحكومة وكيلةً عن الدولة، وإنما هي وكيلة الأوليغارشيات السياسية التي تبتلع الدولةَ ومؤسساتها، ولذلك تكون مهمة الحكومة الرئيسة إدارة الريع الاقتصادي لِلدولة لِصالح الأحزاب والطبقة السياسية. وما يتبقّى من هذا الريع يتمّ توزيعه رواتبَ لموظفي القطّاع الحكومي، وحتّى هذه الرواتب بات توفيرها من قبل الحكومة يعتبر منجزاً يستوجب الثَّناء والامتنان من قبل المواطنين.

    ويمكن تشخيص مستوى الخراب في جمهورية الفوضى، إذ في العراق فقط تتحدث الحكومات عن (موظفين فضائيين)! وهذه التسمية لم تكن سخرية إعلامية، بل هي تشخيص لمشكلة في حسابات أعداد الموظفين في القطّاع الحكومي أعلن عنها رئيس الوزراء الأسبق الدكتور حيدر العبادي. وإذا كان حديث السيّد العبادي عن منتسبي القوات المسلّحة، فإنَّ وزيرَي التخطيط والمالية في حكومة الكاظمي يؤكّدان عدم وجود إحصائية دقيقة لدى الحكومة بأعداد الموظفين!

    ولم تكن الحكومة ولا الطبقة السياسية صادقةً في قولٍ واحد أمام الشَّعب في جهورية الفوضى، إلا في مقولة الاعتراف بوجود الفساد وهيمنته على كلّ مفاصل الدولة. وكان رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي قد حددها في أربعين مَوطناً، لكنّه لم يحرك ساكناً في مواجهة هذه المَواطن! ويتحدّث وزير المالية الحالي علي عبد الأمير علاوي عن ضياع ما بين 100-150 مليار دولار، وهي المبالغ التي جرى الاستيلاء عليها بطريقة غير شرعية طوال الثمان عشر سنة الماضية، ويعترف بأنَّ 10% فقط من واردات المنافذ الحدودية تصل إلى خزينة الدولة، لأنها تخضع لسيطرة المليشيات والجماعات المسلحة خارج نطاق الدولة!

    الحكومات والطبقة السياسية قاصدة ومتعمّدة في إدامة الفوضى؛ لأنَّها الوسيلة الوحيدة لبقائها في منظومة السلطة، في بلد يكون معيار الاحترافية السياسية محصوراً في الاستيلاء على موارد الدولة، والعمل على تحقيق مصالح دول الجوار على حساب مصلحة العراق. حيث لا يوجَد تفسير منطقي بين تصنيف العراق عالمياً ضمن الدول العشر الأكثر إنتاجاً للنفط، ولكنّه في نفس الوقت يستورد الغاز من إيران لتغطية احتياجاته لتوريد الطاقة الكهربائية، ويستورد المشتقات النفطية لسدّ حاجة الأسواق المحلية!

    زعامات جمهورية الفوضى لا يمكن لها إلا أن تجعلنا نعيش في المجهول ونتوقّع بأنَّ القادمَ أسوأ ولا يحمل بصيص أمل، إذ فشلت الطبقة السياسية في تبنّي إجراءات واضحة وصريحة لِلعدالة الانتقالية باعتبار الركيزة الرئيسة في تجاوز آثار ومخلفات جمهورية الخوف. لكنَّ حكم الاوليغارشيات السياسية نجح في التأسيس لجمهورية الفوضى، وإذا كان كتاب مكّية "جمهورية الخوف" يهتمّ في المقام الأول بقصص الرعب التي تحوَّلت لتصبح قاعدة"، يبدو أننا بحاجة إلى الكتابة عن "جمهورية الفوضى"، تدور حول قصص الخراب والفساد التي خلفتها الطبقة السياسية الحاكمة وأصبحت قاعدةً تحكم النظام السياسي.

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: March-2016
    الدولة: النمسا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,871 المواضيع: 266
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 3261
    مزاجي: حار مشمس, بارد ممطر
    المهنة: تصنيع كيمياويات
    أكلتي المفضلة: كباب
    موبايلي: سامسونك A7
    آخر نشاط: 27/April/2022
    مقالات المدونة: 2
    نحن بارعون في الطرح
    وعند التنفيذ ... تختنق العبرات
    وندسّ كالنعامة رؤوسنا في التراب
    ....
    نذمّ الحكّام الفاسدين
    ووقت الانتخابات ... ننتخبهم !
    ياليتنا بقينا على جمهورية الخوف
    رغم بطشها وإستبدادها
    خيرٌ ألف مرّة من جمهورية الفوضى والفساد
    فيها أشباه الدراكولا
    يعيثون في الأرض فساداً ويمصّون دماء العباد

  3. #3
    مراقب
    تاريخ التسجيل: December-2017
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 8,337 المواضيع: 347
    التقييم: 17526
    مزاجي: متفائل
    موبايلي: Iphone
    آخر نشاط: منذ 12 ساعات
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دكتور جميل مشاهدة المشاركة
    نذمّ الحكّام الفاسدين
    ووقت الانتخابات ... ننتخبهم !

    ياليتنا بقينا على جمهورية الخوف
    رغم بطشها وإستبدادها
    خيرٌ ألف مرّة من جمهورية الفوضى والفساد
    جمهورية الفوضى والفساد خير لنا الف مرة من جمهورية الخوف

    وذلك لان جمهورية الفوضى والفساد اكيد سوف يأتي يوم
    ويتثقف الناخبون ويعرفوا معنى التغيير
    وتتغير تلك الوجوه التي تحكم وتأتي وجوه غيرها
    وترجع الامور الى شكلها الطبيعي كما هو حاصل
    في كل الدول الديموقراطية التي مضى على تجربتها
    عقود من الزمن في هذه الممارسة
    الى ان وصلوا الى ما وصلوا اليه الان

    لكن هل تعتقد انه كان يمكن ان ياتي يوم
    وتتغير جمهورية الخوف والاستبداد نحو الاحسن ؟؟

    اي بمعنى اخر
    ايهما افضل فوضى وفساد يمكن ان يتغير في يوم من الايام
    لو خوف واستبداد لايمكن ان يتغير في يوم من الايام ؟؟

  4. #4
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرميثي مشاهدة المشاركة
    جمهورية الفوضى والفساد خير لنا الف مرة من جمهورية الخوف

    وذلك لان جمهورية الفوضى والفساد اكيد سوف يأتي يوم
    ويتثقف الناخبون ويعرفوا معنى التغيير
    وتتغير تلك الوجوه التي تحكم وتأتي وجوه غيرها
    وترجع الامور الى شكلها الطبيعي كما هو حاصل
    في كل الدول الديموقراطية التي مضى على تجربتها
    عقود من الزمن في هذه الممارسة
    الى ان وصلوا الى ما وصلوا اليه الان

    لكن هل تعتقد انه كان يمكن ان ياتي يوم
    وتتغير جمهورية الخوف والاستبداد نحو الاحسن ؟؟

    اي بمعنى اخر
    ايهما افضل فوضى وفساد يمكن ان يتغير في يوم من الايام
    لو خوف واستبداد لايمكن ان يتغير في يوم من الايام ؟؟
    ماذا تجد في النظام الصيني؟
    هل هو نظام ديمقراطي؟
    ام نظام خوف وإضطهاد؟
    لو اجبتني ، لعرفت قصدي
    نحن شعب لم يتربّى إلّا على الخوف .
    أننا بحاجة الى الخوف المستند على القانون
    ذاك هو الخوف الذي أعنيه
    تحياتي لأبن الرميثة

  5. #5
    مراقب
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دكتور جميل مشاهدة المشاركة
    ماذا تجد في النظام الصيني؟
    هل هو نظام ديمقراطي؟
    ام نظام خوف وإضطهاد؟
    لو اجبتني ، لعرفت قصدي
    نحن شعب لم يتربّى إلّا على الخوف .
    أننا بحاجة الى الخوف المستند على القانون
    ذاك هو الخوف الذي أعنيه
    تحياتي لأبن الرميثة
    اشكرك استاذي الكريم على هذا التعقيب
    ولكن دعنا نعيش الامل
    الامل نحو الاحسن ولو بعد حين
    ربما لن نعيش نحن الى ان نرى هذا الامل
    ولكن انا متأكد انه سوف يأتي
    فليس كل مَن زرعَ حصد
    فلربما هو يزرع وابنه يحصد
    فلنكن نحن مَن يزرع واجيالنا مَن تحصد

    وبمناسبة هذا الموضوع والتربية على الخوف فقد ذكرتني بحادثة
    وهي عندما استلم جمال عبد الناصر الحكم في مصر
    وضع نفسه امام خيارين
    اما الديموقراطية واما الديكتاتورية
    فاختار الديكتاتورية لانه بأعتقاده ان شعوبنا لاتعرف معنى الديموقراطية
    ومنذ ذلك الوقت الى الان تم تربيتنا وبرمجتنا على نظام استبدادي
    لدرجة وحسب ما قال صدام حسين في قاعة الخلد
    (( لو سمعت احدكم يتكلم ولو بهمس لطريته اربع انصاف بيدي ))
    اي بمعنى حتى الهمس ممنوع وعقوبته الاعدام

    خالص شكري وتقديري لحضرتك دكتورنا العزيز
    وشكراً لهذه المداخلة مرة اخرى
    التعديل الأخير تم بواسطة الرميثي ; 21/April/2021 الساعة 6:46 pm

  6. #6
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 6,279 المواضيع: 301
    التقييم: 9948
    آخر نشاط: 30/January/2022
    الانتخابات لا يمكنها أن تتنج حكومة إلا بعد توافق أمراء الطوائف السياسية، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل لن تتم الموافقة على الحكومة إلا بحضورٍ وتدخلٍ خارجي!
    .......................
    الطائفة تتكون من جمهور كبير .
    ولما تصل بزعيمها الى الحكم .يروح اميرها مصغي ومطيع الى قوة خارجية .
    طبعا تصبح فوضى .السبب لان العنصر الخارجي لايتماشا مع معايرنا .
    لكن الامل يبقى معلق على تثقيف الجمهور التابع .
    ولو اخذنا قياس بالمفاضلة .
    طبعا الفوضى افضل بملايين المرات من الخوف .
    شكرا للموضوع
    شذى الارجوان

  7. #7
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2021
    الدولة: الانبار
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,496 المواضيع: 263
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 8797
    شكرا للطرح
    الخوف احسن كلمه ليش خايفين منها…
    الدمقراطيه هاي كذبة قديمه
    قدم ملحمة گلگامش..
    واخيرا ..
    (مثلما تكونوا يولى عليكم)
    تشكرات مرة ثانيه للطرح
    دمتم بخير جميعا
    جمهوريات الخوف
    كواكه

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال