احتفالاً بعيد ميلاده الثلاثين مع شقيقه التوأم، قام المصور الأمريكي، كلاي إنتسمينجي، بالتخطيط لرحلتهما إلى مصر في نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول، ورصدها بعدسة كاميرته.وقبل وصوله إلى البلاد، رسم إنتسمينجي مخططاً يعكس جميع المعابد الموجودة بين نقطة البداية (الأقصر) ونقطة النهاية (أسوان). لذلك، كان المصور على دراية بمعبد يُعرف باسم "إسنا"، لكن ليس لديه الكثير من المعلومات عنه.
وتقع مدينة إسنا على بعد 45 دقيقة جنوب مدينة الأقصر، على طول نهر النيل، حيث كانت نقطة البداية لرحلتهما البحرية. وبالتالي، كان هذا أول معبد يراه المصور خارج مدينة الأقصر المصرية.
وعند وصولهما إلى إسنا، تفاجأ الشقيقان برؤية هذا المعبد، الذي تم الاهتمام به بشكل جيد.
وبُني معبد إسنا خلال فترة سيطرة الرومان على مصر، أي منذ حوالي ألفين عام. وبذلك، أوضح إنتسمينجير أن المعبد "أحدث" من العديد من المعابد المعروفة من فترتي المملكة الوسطى والحديثة.
ويتميز المعبد بصالة مستطيلة الشكل، يحمل سقفها 24 أسطوانة، وتتميز بزخارف ونقوش بارزة ذات تيجان نباتية متنوعة.
وبحسب ما نقلته وزارة السياحة والآثار المصرية، عبر حسابها على موقع "فيسبوك"، تُعتبر هذه القاعة من أجمل صالات الأعمدة في مصر، وذلك من حيث طريقة نحت تيجان أعمدتها واستمرارها في البقاء بحالة جيدة من الحفظ.
وتتعلق المناظر الداخلية للمعبد بالديانة والعقيدة في تلك الفترة، وتتكون من مؤلفات ونصوص دينية.
وقال إنتسمينجير، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية: "يتميز كل عمود بتصميم فريد يمثل كل منطقة من مناطق مصر الـ24 في ذلك الوقت".
وأضاف: "كان هذا واضحاً في تيجان الأعمدة التي تحاكي نبات أو زهرة اشتهرت بها كل منطقة بشكل خاص".
وبسبب سنوات من الفيضانات النهرية التي تسببت في ارتفاع المدينة ببطء فوق أنقاض المعبد، أشار المصور إلى جانب آخر فريد للمعبد، وهو أنه يقع حالياً تحت المستوى الطبيعي للمدينة بأكثر من 10 أمتار.
وأوضح المصور أن هيكل المعبد نفسه سليم وألوانه لا تزال محفوظة جيداً. ولكن، بدأ الدخان وفضلات الطيور في تغطية وإتلاف الجزء الداخلي للمعبد ببطء.
لذلك، عمل فريق من علماء الآثار على ترميم الجزء الداخلي للمعبد ببطء، واستخدام الشباك لمنع الطيور من إتلاف المعبد مرة أخرى.
وقال إنتسمينجير: "لا تضاف الألوان أثناء عملية الترميم، حيث يتم تنظيف الأسطح فقط، ولكن لا تزال الألوان نابضة بالحياة حتى اليوم.. خلال زيارتنا كان لدينا الحظ لرؤية علماء الآثار على ارتفاع عالٍ في السقالات يصلحون المعبد ببطء".
ولم تخل صور إنتسمينجير من التحديات، التي كانت أبرزها الإضاءة.
وكان اعتماد المصور على الضوء الطبيعي، حيث ستجد لقطات متباينة تعكس الضوء الساطع في الخارج، بالمقارنة مع الظلام النسبي داخل المعبد.
وأوضح أن إسنا والمعابد الأخرى كانت ضخمة جداً، ما جعل التقاطها بالكامل صعباً داخل إطار عدسة كاميرته.
ولاقت الصور ردود فعل إيجابية بشكل عام، خاصة أن الناس لم تعد تسافر كالسابق، الأمر الذي يُشعرهم بالسعادة عند رؤية أماكن غريبة ومثيرة للاهتمام، رغم عدم استطاعتهم زيارتها شخصياً.
واليوم، يخطط إنتسمينجير للبقاء في سويسرا خلال الوقت الحالي، مع تركيز استكشافاته وتصويره على المحيط المحلي.